تيجوثيجالبا، 26 يناير/كانون ثان (إفي): أعلن الرئيس الهندوري المنتخب بروفيريو لوبو اليوم أنه يحترم الحكم الصادر اليوم من قبل القاضي خورخي ريبيرا، رئيس المحكمة العليا في هندوراس، بحفظ الدعوى بصورة نهائية، ضد المجلس العسكري الذي قاد الانقلاب على الرئيس الهندوري المخلوع مانويل ثيلايا، وطرده من البلاد في 28 من يونيو/حزيران الماضي.
وقال لوبو في تصريحات صحفية اليوم عقب صدور الحكم: "المحكمة العليا سلطة مستقلة من سلطات الدولة وأنا أحترم كل ما يصدر عن أي من سلطات الدولة، كما أحترم استقلال السلطات".
وتأتي تصريحات لوبو قبل يوم من توليه رسميا مناصب السلطة في البلاد.
جدير بالذكر أن حكم القاضي ريبيرا شمل كل من رئيس أركان القوات المسلحة روميو فاسكيز ونائبه الجنرال فينانسيو سيرفانتيس، اللذان وجهت لهما تهم استغلال النفوذ للإضرار بحكومة وأمن البلاد.
كما تم حفظ الدعاوى والتهم الموجهة لكل من قائد الجيش الجنرال ميجل انخل جارسيا بادجيت، وقائد القوات الجوية الجنرال لويس خابيير برنس، وقائد القوات البحرية العميد بحري خوان بابلو رودريجز، والنائب العام العسكري جنرال كارلوس كويلار.
وقدم النائب العام هنري سالجادو، عريضة الاتهامات في السادس من الشهر الجاري لمحاكمة المجلس العسكري المتورط في الانقلاب الذي أطاح بمانويل ثيلايا.
وجاء في حيثيات الحكم أنه "لم يتراءى للمحكمة وجود دليل قوي أو اعتراف من قبل المتهمين بمسئوليتهم عن التهم المنسوبة إليهم من قبل النيابة العامة ووزارة العدل التي حركت الدعوة، والتي تعتبر في منظورها أعمال إجرامية، ومن ثم لم يتسن للمحكمة التأكد التام من ارتكاب الجرائم".
وخلصت المحكمة إلى أنه "نظرا لعدم إقرار أي من الأفعال سابقة الذكر بمثابة جرم، فقد تراءى لها الحكم بحفظ التهم نهائيا وفقا لما جرت عليه القوانين المعمول بها"، وبناء عليه أمر القاضي ريبيرا بالإفراج نهائيا عن المتهمين موضوع الدعوى.
كما تضمن منطوق قرار الحكم أيضا أسانيد الدفاع الذي أقر بأن العسكريين قرروا نقل ثيلايا خارج البلاد، مبررين ذلك، بأنهم أخذوا في الاعتبار حجم المخاطر والتهديدات التي كانت تواجه البلاد ومؤسساتها وشعبها ومصالحها والجاليات الأجنبية بها.
وأشار الحكم إلى أن العسكريين أوضحوا أنهم أعطوا الأولوية في المقام الأول لمصلحة السلام والاستقرار داخل البلاد، وتجنب حمام دماء في حال بقاء الرئيس في البلاد، إزاء الأوضاع الجديدة.
وكان انقلاب عسكري في 28 يونيو/حزيران الماضي قد أطاح بالرئيس المخلوع مانويل ثيلايا قبل تنظيمه استفتاء على تعديل دستوري يتيح له الترشح لولاية جديدة.
وتولى رئيس البرلمان روبرتو ميشيليتي رئاسة هندوراس خلفا لثيلايا، إلى أن تم إجراء انتخابات رئاسية نهاية نوفمبر/تشرين ثان الماضي أسفرت عن فوز لوبو مرشح الحزب الوطني الهندوري، إلا أنها لاقت معارضة كبيرة من قبل المجتمع الدولي ولم يعترف بنتائجها الكثير من القوى الكبرى في العالم مطالبين بعودة ثيلايا للسلطة.
وفي تطور جديد ربما يكون الفصل الأخير لأزمة ثيلايا، أعلن الرئيس الهندوري المنتخب بروفيريو لوبو، اليوم أنه سيتوجه غدا إلى مقر سفارة البرازيل في تيجوثيجالبا مع نظرائه من جواتيمالا ألبارو كولوم، وجمهورية الدومينيكان ليونيل فرناندث، لمرافقة الرئيس المخلوع مانويل ثيلايا، غدا إلى المطار لمغادرة البلاد.(إفي)