موسكو، 22 يونيو/حزيران (إفي): يبدأ الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف اليوم زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة من المنتظر أن يتم خلالها التركيز على ملفات توسيع التعاون الروسي الأمريكي في مجالات التكنولوجيا الحديثة والابتكارات وتعميق التعاون الاقتصادي، إلى جانب قضايا تتعلق بالتعاون بين البلدين في المجال الدفاعي.
ومن المقرر ان يستهل ميدفيديف زيارته من ولاية كاليفورنيا التي سيجتمع مع حاكمها أرنولد شوارزنيجر، إلى جانب زيارة وادي السيليكون الذي تنوي روسيا إنشاء نظير له في منطقة سكولكوفو في ضواحي موسكو، وفق ما أعلنت الدائرة الصحفية للكرملين.
وسيطوف الرئيس الروسي خلال الزيارة بعدد من أهم الشركات الأمريكية العالمة في مجال التكنولوجيا مثل تويتر وأبل وجوجل ويانديكس لاب.
ويهدف المشروع الروسي إلى جذب نخبة العلماء الروس والاجانب لهذا المركز العلمي الجديد خاصة الذين يعملون فى المجال النووى والتكنولوجيا الحيوية الطبية وقطاعى الطاقة والاتصالات، ورصدت روسيا مبلغ 6.4 مليار روبل من ميزانية 2010 لإنشاء هذه المدينة التى من المقرر أن تعمل بكامل طاقتها ما بين 5-7 سنوات. لكن المشروعات الأولى فى هذا المركز ستعمل خلال عامين أو ثلاثة.
ومن كاليفورنيا يتوجه ميدفيديف يوم الخميس إلى العاصمة واشنطن التي تستضيف قمته مع نظيره الأمريكي باراك أوباما، والتي ستتطرق المحادثات خلالها إلى العديد من القضايا محل الاهتمام المشترك، في مقدمتها البرنامج النووي الإيراني.
وستتطرق المحادثات كذلك إلى التعاون الثنائي بين البلدين في مجال التجارة والاستثمار، إلى جانب مناقشة خطط واشنطن المتعلقة بنشر منظومة الدرع الصاروخية فى أوروبا.
وتأتى زيارة ميدفيديف للولايات المتحدة قبيل قمتي مجموعة الثمانية ومجموعة العشرين اللتان ستعقدان في تورنتو بكندا في الفترة من 25-28 يونيو/حزيران الجاري، وهما القمتان اللتان سيحضرهما الرئيس الروسي بعد انتهاء زيارته لواشنطن.
وأكدت الحكومة الأمريكية أنها تعطى أهمية لعدد من الملفات في علاقاتها مع موسكو في مقدمتها ملف الدفاع الجوى، ثم العمل من اجل انضمام روسيا لعضوية منظمة التجارة العالمية، فضلا عن ملف الأمن في أوروبا، إلى جانب ملف دعم التحديث في روسيا وفق قائمة اولويات العلاقات الثنائية.
وفى هذا الاطار من المنتظر ان يتم خلال زيارة الرئيس الروسي لواشنطن التوقيع على اتفاقيتين بشأن امن النقل والطيران.. وتتعلق الاتفاقية الأولى بقضايا عامة لأمن النقل، في حين تخص الاتفاقية الثانية أمور تتعلق بقضايا الإرهاب والتعاون بين جهات حفظ الأمن في البلدين.
وتأتى القمة الأمريكية الروسية في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين انتعاشا منذ وقعا على معاهدة ستارت 2 للحد من ترسانتيهما النوويتين، وتلزمهما هذه المعاهدة بتقليص الأسلحة النووية بحيث لا تتجاوز ما تمتلكانه من رؤوس مدمرة 1550 قطعة.
وفي هذا الاطار وقعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرجي لافروف اتفاقية ثنائية سيتم فى اطارها إعدام 34 طنا من البلوتنيوم يكفى كل واحد منها لصنع 17 ألف ذخيرة نووية.
وتطور الحوار بين واشنطن وموسكو بشأن قضية عدم انتشار السلاح النووى بشكل عام بما فى ذلك المتعلق بكوريا الشمالية ويشارك البلدان فى المفاوضات السداسية حول اقامة منطقة غير نووية فى شبه الجزيرة الكورية.
كما تولت روسيا والولايات المتحدة اطلاق المبادرة العالمية لمكافحة الإرهاب النووى والتى حظيت بدعم قمة الأمن النووى التي عقدت بواشنطن في ابريل/نيسان الماضى. (إفي)