الرباط، 15 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): نددت الأحزاب السياسية في المغرب بما وصفوه بـ "الاستفزاز" من جانب الناشطة الصحراوية أمينة حيدر، التي أعادتها السلطات المغربية إلى إسبانيا مساء أمس، بعد أن كانت محتجزة في مطار العيون بالصحراء الغربية، إلى جانب صحفيين إسبانيين.
وأعرب ممثلو الأحزاب الرئيسية المشكلة للبرلمان المغربي عن رفضهم القاطع لما وصفوه بـ "الخيانة" من جانب الناشطة الصحراوية، التي تملك جواز سفر مغربي وبطاقة هوية مغربية.
وقال سعد علامي، عضو اللجنة التنفيذية بحزب الاستقلال، صاحب أكبر عدد من المقاعد في البرلمان، في تصريحات لوكالة ماب الرسمية إن "الديمقراطية وحقوق الإنسان لا يمكن أن يستخدما كذريعة لتلقي طعنة من الخونة الذين يتآمرون مع اعداء السيادة وتكامل الأراضي المغربية".
وأضاف علامي أن التشكيل الوزاري الذي يترأسه عباس الفاسي "متفق على أن جميع الاتفاقيات الدولية موحدة في اعتبار جريمة المؤامرة ضد الوطن كخيانة عظمى".
ومن جانبه قال الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، القريب من النظام الملكي، محمد الشيخ بيد الله، "إن الحزب يشجب استغلال مناخ الحرية الذي عم المغرب خلال عشر سنوات من حكم جلالة الملك محمد السادس من طرف بعض الجهات بما يعادي الوحدة الترابية"، واصفا هذه الممارسات بـ"الخيانة العظمى" للوطن في وقت يلتف فيه الجميع وراء الملك للمحافظة على الوحدة والسيادة.
وأوضح أن حيدر تنعم بمناخ الحرية بالمغرب وتسافر بجواز سفر مغربي وأموال مغربية لكنها لا تعترف بالقواعد المعمول بها من طرف السلطات المغربية على الحدود.
وكانت وكالة الأنباء المغربية (ماب) قد أكدت أمس أن حيدر "وقعت على تقرير في حضور النائب الملكي العام غادرت البلاد على متن طائرة متجهة نحو جزر الكناريا".
وأفادت الوكالة بأن رحيل الناشطة جاء بسبب "امتناعها عن اتمام الاجراءات الرسمية للشرطة في المطار والاصرار خلال التحقيق معها على نفس جنسيتها المغربية ومواصلة دعم الانفصاليين".
واحتجزت حيدر هي ومخرج الأفلام الوثائقية الإسباني بيدرو بارباديو، والمصور الصحفي بيدرو جيين السبت عقب هبوطهم في مطار العيون، إلا أن السلطات أطلقت سراح المواطنيين الإسبانيين قبلها ليعودا إلى جزيرة لاس بالماس الإسبانية.
يشار إلى أن الناشطة، المعروفة بإسم "غاندي الصحراوية"، حصلت مؤخرا في نيويورك على جائزة الشجاعة المدنية التي تمنحها منظمة (ترين)، فضلا عن فوزها العام المنصرم بجائزة روبرت كينيدي لحقوق الإنسان. (إفي)