واشنطن، 6 أبريل/نيسان (إفي): زادت السلطات الأمريكية من الضغوط الواقعة على شركة تويوتا، بعد أن اتهمت مصنع السيارات الياباني بإخفاء عيوب في سياراتها لعدة أشهر، لذا فرضت عليها أضخم غرامة ممكنة، وهو ما يمكن قد يتسبب في تبعات خطيرة من خلال الدعاوى القضائية التي تواجهها الشركة.
وبلغت الغرامة المفروضة على تويوتا 16.3 مليون دولار، وبات أمام الشركة اليابانية أسبوعين لاستئناف قرار الإدارة الوطنية لأمن الطرق.
لكن اللهجة العنيفة لوزير النقل الأمريكي، راي لاهود، خلال البيان الذي أعلن فيه عن العقوبة الموقعة على الشركة اليابانية قد يكلفها ما هو أكثر من المال.
وقال وزير النقل الأمريكي، راي لاهود، في بيان الاثنين إن السلطات الأمريكية تملك "أدلة" على أن تويوتا لم تف بالتزاماتها.
وأكد لاهود "الآن لدينا أدلة على أن تويوتا لم تف بالتزاماتها. ما هو أسوأ، قيامها على مدى أشهر، عن علم، بإخفاء وجود عيب خطير عن السلطات الأمريكية، وعدم تحركها لإنقاذ ملايين السائقين وأسرهم".
ويكمن العيب الذي يشير إليه لاهود، والذي دفع وزارة النقل إلى فرض الغرامة، في دواسة الوقود، وهو ما أجبر الشركة على استدعاء 2.3 مليون سيارة في السوق الأمريكية.
كما اعترفت تويوتا بعيوب أخرى في المكابح مما أدى إلى استدعاء ثمانية ملايين سيارة، أغلبها في الولايات المتحدة.
وردت الشركة على بيان لاهود بآخر أكدت فيه أنه "على الرغم من أننا لم نتلق خطابكم بعد، فإننا نفهم أن الإدارة الوطنية لأمن الطرق اتخذت هذا الموقف بعد استدعاء السيارات".
وأضافت "لقد اتخذنا بالفعل سلسلة من الإجراءات المهمة لرفع كفاءة اتصالاتنا مع الجهات الرقابية والعملاء في المسائل المتعلقة بالأمن كجزء من التزامنا الشامل بضمان معدلات الأمان".
لكن درجة تأكيد السلطات الأمريكية أن تويوتا أخفت على مدى أربعة أشهر "عيبا خطيرا"، سيتم استخدامه دون شك من جانب المحامين الذي رفعوا دعاوى ضد الشركات.
وأوضح تيم هوارد، أستاذ القانون وقائد مجموعة من المحامين قدموا دعاوى ضد الشركة في العديد من الولايات، لوكالة (إفي) أن "الغرامة هي الأكبر في تاريخ صناعة السيارات في الولايات المتحدة وساعدت الناس والمحاكم على فهم فشل تويوتا في أن تكون أمينة مع عملائها".
وأضاف هوارد "إنه أمر يدعم دعاوى الغش والجريمة المنظمة المرفوعة ضد تويوتا أمام النظام القضائي الأمريكي".
كما طرح بيان لاهود شكوكا جول السبب الذي جعل تويوتا تتأخر شهورا في إبلاغ السلطات الأمريكية بالعيب، وفي اتخاذ خطوات لمعالجته، رغم تحركها الفوري في أوروبا وكندا.
وقالت وزارة النقل إن مصنعي السيارات لديهم خمسة أيام لإفادة السلطات عن العيوب التي تؤثر على أمن السيارات، لكن تويوتا تأخرت أربعة أشهر في إبلاغ الإدارة الوطنية لأمن الطرق عن المشكلة.
ووفقا لوزارة النقل فإن الشركة علمت بمشكلة دواسة البنزين في 29 سبتمبر/أيلول 2009.
وفي ذلك اليوم، قامت تويوتا بتحذير موزعيها في 31 دولة أوروبية إلى جانب كندا بكيفية حل العيب، وكذلك مواجهة الزيادة المفاجئة في سرعة السيارات.
بيد أنها لم تحذر الإدارة الوطنية لأمن الطرق من المشكلة إلا بعد انقضاء أربعة أشهر، رغم أن اللوائح تلزمها بعمل ذلك في غضون خمسة أيام.
وجاءت الغرامة وبيان لاهود في وقت استعادت فيه مبيعات الشركة عافيتها بعض الشيء بعد عدة أشهر من السقوط جراء مشكلات صورة منتجاتها.
وزادت مبيعات تويوتا في الولايات المتحدة خلال مارس/آذار الماضي بنسبة 40.6% مقارنة بنفس الفترة قبل عام. وتأتي الزيادة بعد أن تراجع الطلب على سيارات تويوتا بنسبة 8.7% خلال يناير/كانون ثان وفبراير/شباط.
ولم تنته مشكلات تويوتا. حيث ترك لاهود الباب مفتوحا أمام مراجعة نحو 70 ألف وثيقة للشركة يفحصها المحققون الأمريكيون قد تكشف عن المزيد من المخالفات المتعلقة بعيوب أخرى في سياراتها. (إفي)