شنغهاي، 11 يونيو/حزيران (إفي): قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال زيارة إلى الصين اليوم أن العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي على بلاده "لا قيمة قانونية لها"، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لن يطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من طهران.
وقال أحمدي نجاد، في مؤتمر صحفي على هامش مشاركته في "يوم إيران" بمعرض اكسبو شنغهاي الدولي بالصين، إن العقوبات الجديدة "ليس لها مفعول"، متهما مجلس الأمن بأنه يسعى لاحتكار الطاقة النووية باعتبار أن جميع أعضائه الدائمين من القوى النووية.
وكان مجلس الأمن الدولي قد أقر الأربعاء حزمة عقوبات جديدة على طهران بتأييد 12 عضوا من إجمالي 15 ، بينهم الأعضاء الخمسة الدائمين (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا)، بينما عارضته البرازيل وتركيا، وامتنعت لبنان عن التصويت، علما أن بكين وموسكو ينظر إليهما على أنهما حلفاء لطهران.
ويفرض القرار قيودا على معاملات البنوك الإيرانية في الخارج، حال الاشتباه بارتباطها بالبرنامج النووي أو الصواريخ الباليستية الخاصة بطهران، كما يشدد على التدقيق في جميع صفقات المؤسسات المالية للجمهورية الإسلامية بالخارج.
ويشدد في الوقت نفسه الحظر على بيع الأسلحة إلى إيران ويفرض عقوبات على ثلاث شركات تخضع لسيطرة الشركة البحرية الإيرانية، و15 أخرى تخضع لتحكم الحرس الثوري، كما يقر بتشديد عمليات تفتيش السفن والطائرات الإيرانية.
ويتضمن القرار تجميد أنشطة إجمالي 40 هيئة وشركة إيرانية في الخارج، ويشتمل أيضا على منع المسئول عن محطة أصفهان النووية، جواد رحيقي، من السفر إلى الخارج.
وقال أحمدي نجاد ان "مجلس الأمن أداة في أيدي الأمم المتحدة، ويقوم على أساس استبعاد الدول الصغيرة دون مراعاة الديمقراطية"، مشيرا إلى أن الدول الخمس الدائمين "يملكون أسلحة نووية ويستخدمون أيضا الطاقة الذرية، وأن هذه الدول تسعى من أجل "حماية نفسها"، على حد قوله.
وتابع "انهم يريدون احتكار الطاقة النووية، ويتذرعون بأي شئ حتى لا تقوم دول أخرى بتطويرها".
وقال إن "دولة بها قواعد عسكرية لا تستطيع أن تصوت باستقلالية"، في إشارة غير صريحة إلى اليابان.
كما أكد أن دولا أخرى مثل الجابون ونيجيريا وأوغندا "أبلغونا بأنهم مورس عليهم ضغوط، بينما أجبنا نحن بأننا تحت ضغوط أيضا".
وأكد الرئيس الإيراني أن العقوبات الجديدة "تشير إلى ضعف الولايات المتحدة أكثر من قوتها".
وأوضح أن "الذين ما زالوا يعتقدون أن بإمكانهم مواصلة سياسة الترهيب الدولي يرتكبون خطأ كبيرا ولن يكون بمقدورهم فرض آرائهم على الأمم الأخرى".
كما توجه بالشكر إلى البرازيل وتركيا اللذين عارضا قرار فرض عقوبات جديدة على إيران.
وأكد أنه لن يطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الأراضي الإيرانية.
وقال "لا يوجد سبب لإخراجهم من إيران، ليس لدينا مشكلة مع برنامجنا النووي السلمي، فمشكلتنا مع الدول المعتدية"، موضحا أن برنامج طهران النووي فقط "ذريعة" لكي تتمكن الولايات المتحدة من السيطرة على الشرق الأوسط، مشددا "إيران لن تسمح لواشنطن بأن تفعل ذلك".
وحرص الرئيس الإيراني على عدم انتقاد الصين التي تعتبر ابرز حليف تجاري لبلاده، بعد موقف بكين الأخير المؤيد لعقوبات مجلس الأمن على طهران.
وحول شكل العلاقة بين الجانبين مستقبلا، قال أحمدي نجاد "تربطنا علاقات جيدة مع الصين ولا يوجد سبب لتقليصها".
وتابع أن "المشكلة الرئيسية هي الولايات المتحدة وليس الآخرون، ويجب حلها ويمكن للدول المستقلة أن تلعب دورا هاما"، في إشارة إلى موقف البرازيل وتركيا.
وتوقع أحمدي نجاد تلاشي السياسة أحادية الجانب، وقال على الإدارة الأمريكية أن تعي أنها سلكت خيارا خاطئا من شأنه تجميد الحوار مع إيران.(إفي)