يواصل الاقتصاد الأمريكي معاناته جراء تبعات أسوأ أزمة مالية تعم البلاد منذ عقود، حيث أدى الافتقار إلى البيانات والأخبار الاقتصادية خلال الأيام القليلة الماضية إلى استمرار حالة التشاؤم في أوساط المستثمرين، بسبب تقرير الوظائف الخاص بشهر أيار/مايو والذي صدر يوم الجمعة من جهة، ومن جهة أخرى تصريحات رئيس البنك الفدرالي الأمريكي والتي أدلى بها أمس الأول، والتي لم تحمل أية دلائل على نية البنك إقرار أي خطط تحفيزية جديدة للاقتصاد.
وقد ارتفعت الأسهم الأمريكية في تعاملاتها الآجلة حتى الآن وذلك قبيل انطلاق جرس بداية الجلسة الأمريكية اليوم الخميس، حيث قد يوقف مؤشر ستاندرد آند بورز 500 انخفاضه والذي شهده على مدار الأيام الماضية، مع الإشارة إلى أن ارتفاع مؤشرات الأسهم في تعاملاتها الآجلة عزي إلى عودة أسعار النفط إلى الارتفاع لما فوق مستويات 101 دولار أمريكي للبرميل، وذلك عقب إظهار الاقتصاد الأمريكي يوم أمس انخفاض مخزوناته من النفط الخام وبأدنى من التوقعات، الأمر الذي يبشر بالخير حيال مستويات الطلب على النفط خلال الفترة المقبلة.
هذا الارتفاع جاء قبيل إفصاح الاقتصاد الأمريكي عن بيانات تقرير طلبات الإعانة الأمريكية، ذلك الذي يصدر عن وزارة العمل الأمريكية أسبوعياً وفي كل خميس، علماً بأن التوقعات تشير إلى أن وتيرة تقديم تلك الطلبات انخفضت وبشكل طفيف خلال الأسبوع المنتهي في الرابع من حزيران/يونيو لتصل إلى 419 ألف طلب بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 422 ألف طلب، في حين من المتوقع أن يظهر مؤشر طلبات الإعانة المستمرة للأسبوع المنتهي في 28 من أيار/مايو انخفاضاً طفيفاً هو الآخر ليصل إلى 3700 ألف طلب، بالمقارنة مع القراءة السابقة عند 3711 ألف طلب.
هذا وقد أنهت الأسهم الأمريكية تداولاتها يوم أمس الأربعاء باللون الأحمر، في ظل استمرار تأثيرات خطاب برنانكي، والذي أشار من خلاله إلى أن الاقتصاد الأمريكي يشهد ضعفاً خلال الفترة الحالية، مؤكداً على أن عجلة التعافي والانتعاش كانت في الآونة الأخيرة "أبطأ من المتوقع"، إلا أنه وعلى الرغم من ذلك لم يأتِ على ذكر جولة جديدة من الخطط التحفيزية لدعم الاقتصاد.
ومن ناحية أخرى فسيصدر عن الاقتصاد الأمريكي اليوم قراءة الميزان التجاري والخاصة بشهر نيسان/أبريل، حيث تشير التوقعات إلى توسع العجز بشكل طفيف ليصل إلى 48.9 مليار دولار بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت عجزاً بمقدار 48.2 مليار دولار أمريكي، حيث تأتي هذه القراءة كنتيجة طبيعية لضعف معدلات الانفاق، وسط ارتفاع أسعار النفط خلال نيسان/أبريل إلى ما فوق مستويات 113 دولار أمريكي للبرميل، مما أثقل كاهل صادرات الولايات المتحدة بشكل كبير في تلك الفترة.
أما الاقتصاد الكندي عزيزي القارئ، فسيصدر اليوم قراءة مؤشر البضائع الدولية الخاصة بشهر نيسان/أبريل، حيث من المتوقع أن يظهر المؤشر ثباتاً عن القراءة السابقة والبالغة 0.6 مليار دولار أمريكي، علماً بأن الاقتصاد الكندي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاقتصاد الأمريكي، وبالتالي فإذا ما صدق برنانكي وبدأ الاقتصاد الأمريكي بالنمو بمعدلات جيدة بحلول النصف الثاني من العام الجاري 2011، فإنه وبكل تأكيد سيسحب معه نظيره الكندي للخروج نهائياً من دائرة تبعات أسوأ أزمة مالية تعم البلاد منذ الحرب العالمية الثانية.
ويشهد الدولار الأمريكي في الوقت الحالي استقراراً مقابل معظم العملات الرئيسية على الرسم البياني اليومي، ليصل مؤشر الدولار الأمريكي إلى 73.81، محققاً أعلى مستوياته خلال اليوم عند 73.85 وأدناها عند 73.69، منذ افتتاح تداولاته عند 73.81، علماً بأن ذلك الاستقرار تشكل على خلفية حذر المستثمرين قبيل صدور قرارات الفائدة المرتقبة عن كل من البنك المركزي الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي.
ومن المتوقع أن يقدم كلا البنكين على تثبيت أسعار الفائدة، على الرغم من ارتفاع مستويات التضخم حول العالم في الآونة الأخيرة بسبب ارتفاع أسعار النفط، على خلفية اضطرابات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وانخفاض الدولار، وفي ظل تلك التداولات الحذرة فقد استقرت أسعار الذهب اليوم أيضاً لتصل إلى 1534.31 دولار للأونصة، بينما انحصرت أسعار النفط ضمن مستويات ضيقة لتقف حالياً عند 100.97 دولار أمريكي.
وفي النهاية عزيزي القارئ فقد شهدنا اليوم ارتفاع مؤشرات الأسهم الأمريكية في تعاملاتها الآجلة كما أسلفنا، حيث ارتفع مؤشر الداو جونز الصناعي في تعاملاته الآجلة بنسبة 0.2 بالمئة أو 25 نقطة لغاية اللحظة، ليصل إلى مستويات 12,055 نقطة، بينما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في تعاملاته الآجلة بنسبة بلغت 0.3 بالمئة، ليتداول حالياً عند مستويات 1280.3 نقطة، وذلك لعقود المؤشرات والتي تنتهي في حزيران/يونيو، (تم تسجيل البيانات في تمام الساعة 11:11 صباحاً بتوقيت لندن).