من ستيف هولاند وباريسا حافظي
واشنطن/دبي (رويترز) - قالت إيران إنها احتجزت ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز يوم الجمعة لكنها نفت تأكيد واشنطن أن البحرية الأمريكية أسقطت طائرة مسيرة إيرانية، مما زاد من تصعيد التوتر في منطقة الخليج.
وقالت بريطانيا إنها تسعى بشكل عاجل لمزيد من المعلومات عن الناقلة ستينا إمبيرو التي كانت متجهة صوب ميناء سعودي ثم غيرت وجهتها فجأة عقب عبورها مضيق هرمز.
وقالت شركة ستينا بالك المشغلة للناقلة في بيان إن الناقلة لم تعد تحت سيطرة الطاقم ولم يعد بإمكانها الاتصال بها.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن مصدر عسكري قوله إن الناقلة البريطانية التي احتجزها الحرس الثوري يوم الجمعة أغلقت جهاز التتبع وتجاهلت تحذيرات من الحرس الثوري.
وقال المصدر للوكالة "أغلقت الناقلة جهاز التتبع وتجاهلت تحذيرات عديدة من الحرس قبل احتجازها".
وذكر نفس المصدر أن انتهاكات الناقلة شملت أيضا الإبحار في الاتجاه الخاطئ في ممر ملاحي وتجاهل التعليمات.
وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت للصحفيين "سنرد بطريقة مدروسة لكن قوية ونحن واضحون تماما أنه إذا لم يتم حل هذا الوضع بسرعة، فستكون هناك عواقب وخيمة".
وأضاف أن بريطانيا "لا تبحث خيارات عسكرية، بل عن طريقة دبلوماسية لحل الموقف... إذا تم تقييد حرية الملاحة فستكون إيران الخاسر الأكبر، من مصلحتهم حل هذا الموقف في أسرع وقت ممكن".
وقالت ستينا بالك إن الناقلة ستينا إمبيرو ملتزمة تماما بجميع قواعد الملاحة واللوائح الدولية.
وقال إريك هانيل رئيس ستينا بالك "هناك 23 بحارا على متن الناقلة من الهند وروسيا ولاتفيا والفلبين... لم ترد أنباء عن وقوع إصابات ويبقى اهتمامنا الأساسي بسلامة طاقمنا".
كما أظهرت بيانات ريفينيتيف لتعقب حركة السفن أن ناقلة نفط ثانية تديرها شركة بريطانية وترفع علم ليبيريا حولت اتجاهها فجأة شمالا صوب ساحل إيران في وقت سابق من مساء يوم الجمعة بعد مرورها غربا عبر مضيق هرمز إلى الخليج.
لكن وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء ذكرت بعد ذلك نقلا عن مصادر عسكرية أن الحرس الثوري الإيراني لم يحتجز الناقلة مسدار.
وقالت الوكالة شبه الرسمية "برغم التقارير، لم يتم احتجاز السفينة... وسُمح لها بمواصلة طريقها بعدما نبهتها القوات الإيرانية بشأن أمور تتعلق بالسلامة".
وأظهرت بيانات ريفينيتيف لتعقب حركة السفن أن ناقلة النفط مسدار غيرت اتجاهها للمرة الثانية يوم الجمعة واتجهت عائدة إلى الخليج بعدما كانت غيرت اتجاهها في السابق صوب إيران.
وتدهورت العلاقات بين واشنطن وطهران العام الماضي عندما انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية. وبموجب الاتفاق، وافقت إيران على تقييد أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات. لكن الولايات المتحدة أعادت فرض العقوبات مما أضر بشدة بالاقتصاد الإيراني.
وقال ترامب إنه سيتحدث مع بريطانيا بشأن احتجاز الناقلة مما دفع أسعار النفط للارتفاع فوق 62 دولارا للبرميل.
ووجهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى إيران في سلسلة هجمات منذ منتصف مايو أيار في مضيق هرمز وترفض طهران المزاعم.
وزادت الوقائع من المخاوف الدولية من انزلاق الجانبين إلى حرب في الممر المائي الاستراتيجي الحيوي لإمدادات النفط العالمية.
* طائرات مسيرة
أسقطت إيران طائرة مسيرة أمريكية في الخليج في يونيو حزيران واحتجزت البحرية البريطانية ناقلة إيرانية في جبل طارق في الرابع من يوليو تموز للاشتباه في تهريبها النفط لسوريا.
وقال الجيش الأمريكي يوم الجمعة إن طائرات استطلاع غير مسلحة في المجال الجوي الدولي تراقب الوضع في مضيق هرمز على اتصال بالسفن الأمريكية في المنطقة.
وقال اللفتنانت كولونيل إيرل براون المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية "لدينا طائرات دورية تعمل في المجال الجوي الدولي تراقب الوضع في مضيق هرمز".
وقال مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه إن الولايات المتحدة سترسل نحو 500 فرد من الجيش الأمريكي إلى السعودية في إطار زيادة عدد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط التي أعلنها البنتاجون الشهر الماضي.
ونفت إيران تأكيد الولايات المتحدة أن بحريتها أسقطت طائرة مسيرة إيرانية يوم الخميس في مضيق هرمز لاقترابها أكثر من اللازم من مدمرة أمريكية.
وقال ترامب إنه ليس هناك شك في أن المدمرة الأمريكية بوكسر دمرت طائرة مسيرة إيرانية لكن إيران بثت لقطات مصورة قالت إنها تثبت أن الواقعة لم تحدث على الإطلاق.
وقال ترامب "لا شك في ذلك. أسقطناها".
وأضاف عن إيران أن بلاده تأمل "من أجل مصلحتهم ألا يقوموا بأي أمر أحمق. إذا فعلوا فسيدفعون ثمنا لم يدفعه أحد من قبل".
وأعلن ترامب يوم الخميس أن المدمرة بوكسر، وهي سفينة برمائية هجومية، دمرت طائرة مسيرة إيرانية لأنها حلقت حتى وصلت إلى مسافة ألف ياردة منها فيما وصفه بأنه "عمل استفزازي وعدائي". وقال مسؤول أمريكي إن إسقاط الطائرة المسيرة تم من خلال التشويش الإلكتروني.
لكن إيران قالت إن ليس لديها أي طائرات مسيرة مفقودة.
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية عن متحدث عسكري إيراني قوله إن كل الطائرات المسيرة بالبلاد عادت إلى قواعدها سالمة. ونقلت الوكالة عن أبو الفضل شكارجي المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية قوله "كل الطائرات المسيرة التابعة لإيران في الخليج الفارسي ومضيق هرمز... عادت سالمة إلى قواعدها بعد مهمة للتحقق والمراقبة ولم يرد أي تقرير عن أي رد من (السفينة الأمريكية) بوكسر".
وبث التلفزيون الإيراني الرسمي لقطات تظهر مشاهد جوية يقول إنها تثبت عدم صحة التأكيدات الأمريكية.
وقال التلفزيون إن الطائرة المسيرة صورت اللقطات بينما تظهر التوقيتات أن الطائرة كانت لا تزال تصور بعدما قالت واشنطن إنها أسقطتها في مضيق هرمز.
وتلك التطورات هي الأحدث حول مضيق هرمز الذي تمر عبره خمس إمدادات العالم من النفط.
ولمحت طهران يوم الخميس إلى استعدادها للتفاوض بعرض متواضع بشأن أنشطتها النووية والتصديق على وثيقة تسمح بتفتيش نووي أكثر تمحيصا من الأمم المتحدة إذا تخلت واشنطن عن العقوبات الاقتصادية.
لكن مسؤولا كبيرا بالإدارة الأمريكية رفض يوم الجمعة عرض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قائلا إنه لا يبدو أن ظريف لديه القدرة على صنع القرار وإن واشنطن "لن تأخذ أي شيء يقوله على محمل الجد".
وردا على سؤال بشأن من تريد الولايات المتحدة سماع اقتراحات منه للتفاوض بشأن برنامج إيران النووي أضاف المسؤول "سأقول الزعيم الأعلى أو الرئيس". وكان يشير إلى الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي والرئيس حسن روحاني.
وأشار إلى أن ترامب لا يزال منفتحا على إجراء مفاوضات مع إيران دون شروط مسبقة بشأن برنامجها النووي لكنه سيبقي على العقوبات الاقتصادية الصارمة مفروضة على إيران لحين ذلك.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الجمعة، خلال قمة لمكافحة الإرهاب في بوينس أيرس، إن الولايات المتحدة تريد من إيران أن "تأتي للطاولة" من أجل التفاوض مؤكدا أن ترامب مستعد لإجراء محادثات مع طهران دون شروط مسبقة.
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية)