تيجوثيجالبا، 24 سبتمبر/أيلول (إفي): مع ترقب وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم لأنباء الأزمة السياسية التي تشهدها هندوراس بعد عودة رئيسها المخلوع مانويل ثيلايا المفاجئة إلى البلاد واحتمائه داخل مقر السفارة البرازيلية بتيجوثيجالبا، بدأ ثيلايا في الإدلاء بتصريحات متناقضة وخيالية يصعب تصديقها حول محاولات لاغتياله.
والملاحظ أن الرئيس المخلوع قضي يومه الثالث منذ عودته محتميا في مقر السفارة البرازيلية، وهو يجري اتصالات هاتفية مع أطراف متعددة على الرغم من تصريحاته التي أكد فيها أن حكومة الانقلاب تقوم بالتجسس على اتصالاته.
كما أكد أن حكومة الرئيس المعين روبرتو ميشيليتي تضع خططا "في غاية التعقيد" لإبعاده عن السلطة والقضاء على حياته، وقال في كلماته "ها أنا أحذر أمام المجتمع الدولي، أنا مانويل ثيلايا، نجل أورتنسيا وخوسيه مانويل أنني لن أقدم على الانتحار" بعد أن ألمح إلى خطة تدبرها الحكومة الانقلابية لاقتحام السفارة البرازيلية وقتله بشكل كما لو كان قد أقدم على الانتحار.
وأضاف "لقد أعدوا أيضا فريق الطب الشرعي لكي يظهر الأمر كما لو كنت قد أقدمت على الانتحار بسبب اليأس".
ومن المؤكد أن تلك الخطة تبدو صعبة التصديق بالنظر إلى فارق الحجم بين دولة صغيرة مثل هندوراس، وعملاق لاتيني مثل البرازيل التي تعتبر سفارتها جزءا من أراضيها وفقا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، وبالتالي يحق لها الدفاع عنها ضد أي هجوم محتمل، الأمر الذي يجعل من المستبعد أن تقدم حكومة ميشيليتي على تنفيذ هذه الخطة.
وواصل ثيلايا تصريحاته الأربعاء، مشيرا إلى "خطط شيطانية" لميشيليتي من ضمنها قيام قوات الشرطة والجيش بإلقاء قنابل غاز ومواد كيميائية من مباني قريبة من السفارة البرازيلية، وأن "مرتزقة إسرائيليين" وضعوا أجهزة تنصت متطورة للتجسس على اتصالاته.
وكأن هذا الأمر لم يكن كافيا، مشيرا إلى قيام الحكومة بزرع أجهزة تعمل بالموجات فوق الصوتية وتؤثر على المخ.
واضاف ثيلايا أن قوات مكافحة الشغب التابعة للحكومة المعنية اعتقلت العشرات وسقط عشرات المصابين و10 قتلى على الأقل في حين أن البيانات تشير إلى قتيل واحد خلال المصادمات العنيفة وأحداث الشعب التي وقعت بين أنصار الرئيس المخلوع وقوات الأمن المدعومة بوحدات من الجيش التي أطلقت قنابل الغاز واستخدمت الهراوات وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين.
ومن المعروف أن روبرتو ميشيليتي -رئيس البرلمان السابق- وصل إلى الحكم بعد قيام وحدة من الجيش باختطاف ثيلايا من منزله وطرده من البلاد بملابس النوم وتحت تهديد السلاح وتركته في كوستاريكا، مما يجعله انقلابيا ورئيسا غير شرعي، يلقى إدانات المجتمع الدولي بأسره.
غير أنه من المثير للشك ويصعب تصديقه هو مقدرة الحكومة المعنية خلال يومين فقط منذ عودة ثيلايا المفاجئة، على تدبير تلك الخطط المعقدة في دولة يحمل فيها الجنود أسلحة بدائية تبدو وكأنها "عصي مكانس"، وفقا لصحيفة "الباييس" الإسبانية اليوم.
وتعلق الباييس بأنه على الرغم أنه من المنطقي، وكما يقر ثيلايا في تصريحاته، وقوعه "تحت ضعط عصبي" وله كل الحق في ذلك، إلا أن عليه أن يحفظ كرامة المنصب الذي استولى عليه الانقلابيون منذ قرابة 3 أشهر، ويسعى جاهدا للتدقيق في كلماته، احتراما لأنصاره الذي شهدوا ويشهدون بأنفسهم يوميا أن ضربات الهراوات من قوات مكافحة الشغب، تؤلم أشد كثيرا من أجهزة الموجات فوق الصوتية الوهمية. (إفي)