Investing.com - كان عام 2022 واحدًا من أكثر الأعوام تقلبًا في صناعة العملات الرقمية، حيث تسبب عدد من الأحداث سريعة الانتشار في اضطراب السوق، وتسبب في أزمات سيولة، وأدى إلى العديد من حالات الإفلاس البارزة التي هزت إيمان العديد من المشاركين في هذا القطاع.
جولدمان ساكس: السوق مُضلَّل بشأن ذروة التضخم.. والفائدة لن تنخفض في القريب العاجل
موت البيتكوين
في الوقت الذي دعا فيه العديد من المحللين الرئيسيين ومنافذ الأخبار مرة أخرى إلى موت بيتكوين - والذي تم الإعلان عنه في 467 مناسبة منفصلة - يعتقد مايك ماكجلون، كبير المحللين الإستراتيجيين الماكرو في بلومبرج إنتليجنس، أن الأصل الناشئ "في تراجع حاد" بناءً على مؤشر بلومبرج جالاكسي للعملات الرقمية في بداية ديسمبر.
قال ماكجلون في تقريره "توقعات العملات الرقمية لعام 2023": "بعد عام من الآن، من المحتمل أن ينتقل بنك الاحتياطي الفيدرالي نحو التيسير، ويبدو أن العملات الرقمية جاهزة لاستئناف ميلها إلى التفوق في الأداء على معظم الأصول التقليدية".
ومضى المحلل ليقول إن أحداث عام 2022 والانخفاضات الكبيرة التي شهدتها سوق العملات الرقمية كانت أقرب إلى "الآلام المتنامية" وسلط الضوء على "المخاطر غير المواتية مقابل المكافأة لعدم التخصيص جزئيًا لفئة الأصول / التكنولوجية الثورية".
وفقًا لـماكجلون، لا تلعب العملات الرقمية سوى "جزء صغير من مزيج الأصول العالمي"، وهي "ناضجة بشكل كافي ليساعدها على التكاثر".
عاجل: بنك أمريكي يدعو لبيع الأسهم قبل صدمة منتظرة.. وهذه الأسهم ستقفز 75%
المقارنة مع النفط
عند مقارنة فئة الأصول الناشئة بالنفط، أشار ماكجلون إلى أنه في حين أن العملات الرقمية لديها سوق عقود آجلة منظمة لمدة خمس سنوات فقط، يُظهر الاتجاه الحالي "ارتفاع الفائدة المفتوحة لعقود البيتكوين الآجلة المتداولة في بورصة شيكاغو التجارية مقابل انخفاض الفائدة على النفط الخام".
وقال ماكجلون: "تأخذ التكنولوجيا اتجاه هبوطي لكلا جانبي توازن العرض والطلب على النفط الخام - مما يخلق المزيد مقابل القليل ويقلل الاستهلاك". "من ناحية أخرى، أصبحت بيتكوين ذهبًا رقميًا في عالم يسير على هذا النحو، وقد تكون إثيريوم أقرب إلى العقود الآجلة وصناديق الاستثمار المتداولة منها إلى التمويل التقليدي."
عاجل: الفيدرالي يتجه لـ "هرمجدون" وأكبر فائدة بـ 22 عامًا
من رماد مماثل تظهر الأسواق الصاعدة
أشار الخبير الإستراتيجي في بلومبرج أيضًا إلى أن بيتكوين لم تشهد تراجع أعمق مما كانت عليه في نهاية نوفمبر بناءً على متوسطها المتحرك لمدة 100 أسبوع. وأشار إلى انهيار إف تي إكس وغيرها من حالات الإفلاس الكبرى التي حدثت في مجال العملات الرقمية على مدار عام 2022 باعتبارها السبب الرئيسي لضعف الأداء، لكنه أضاف أنه "من رماد مماثل تظهر الأسواق الصاعدة عادة".
في الوقت الذي تظهر فيه احتمالات وجود المزيد من الجوانب السلبية لبيتكوين على المدى القريب، اقترح ماكجلون أن التوقعات طويلة الأجل لا تزال إيجابية للغاية.
ما يبدو أنه مستمر هو مسار السعر التصاعدي المطول، على الرغم من الخصم النسبي الحالي. قد يصل السعر منطقة الدعم الجيد التالية التي تتراوح بين 10000 دولار و 12000 دولار، وقد تكون مسألة وقت أن تسود القيمة الأساسية الناشئة لأهم الأصول الرقمية اللامركزية في العالم ".
أشد عمليات التراجع في التاريخ
على الرغم من حقيقة أن 2022 قد شهد واحدة من أشد عمليات التراجع في تاريخ العملات الرقمية، "فإن مؤشر بلومبرج جالاكسي لا يزال مرتفعًا بنحو 200٪ منذ نهاية عام 2019 مقابل 20-60٪ للذهب، وإس آند بي 500، ومؤشر بلومبرج للسلع الفورية وعرض النقود في الولايات المتحدة حتى 2 ديسمبر. "
قال ماكجلون إنه يتوقع أن يستأنف "مؤشر بلومبرج جالاكسي ميله إلى التفوق في الأداء"، مضيفًا أن "حوالي 70٪ من مؤشر بلومبرج جالاكسي هي بيتكوين و إثيريوم، والتي تتميز بتناقص العرض القابل للتحديد مقابل زيادة التبني والطلب".
فيما يتعلق بموضوع الكيفية التي سينظر بها المؤرخون إلى أداء سوق العملات الرقمية في عام 2022، قال ماكجلون إنه من المحتمل أن يُنظر إليه على أنه "تراجع كبير في اتجاه مطول".
وقال: "لم يرتكب الكود أي جريمة" قد يكون المبدأ الذي ينظر به التاريخ إلى الوراء على العملات الرقمية في عام 2022 ".
تحركات الفيدرالي
بالنظر إلى عام 2023، أشار الخبير الاستراتيجي في بلومبرج إلى أن أداء جميع الأصول قد يعتمد على تحركات بنك الاحتياطي الفيدرالي، والذي كان وفقًا لجدول تشديد صارم منذ 40 عامًا.
"إذا لم يتجه الفيدرالي نحو التيسير، فقد يميل العالم بعمق أكثر نحو الركود، مع تداعيات على جميع الأصول المحفوفة بالمخاطر. تتمثل الحالة الأساسية الآن في فترة انكماش مطولة، مع ظهور سوق العملات الرقمية، كما تم قياسه بواسطة مؤشر بلومبرج جالاكس. "
ومن المحتمل أن يتسبب السوق الهابط للاقتصاد الكلي في انخفاض عملة البيتكوين نحو 10000 دولار وكسر دعم إيثر عند 1000 دولار، "لكن هذه المستويات تمثل تراجعًا كبيرًا"، وفقًا لماكجلون. وأضاف: "يعتمد تحيزنا على أن أكبر اثنين من العملات الرقمية يتم دعمهما داخل الأسواق الصاعدة المطولة وهو الأمر الذي قد يكون حتميًا للاستئناف مع تحول بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى التيسير".
بمجرد أن يستدير السوق في النهاية، سلط ماكجلون الضوء على المقاومة عند 40.000 دولار لبيتكوين والمقاومة عند 3000 دولار لـإثيريوم كمستويات يجب مراقبتها في عام 2023.