Investing.com - تصاعدت أزمة العملات الرقمية بوتيرة قياسية يوم السبت، فمع الإنهيار السعري الكبير للعملات مع تأكد إفلاس بنك سيليكون فالي المتعرض للشركات التقنية والعملات الرقمية، جاء الآن سقوط عملة مستقرة رئيسية وهي USDC والتي هبطت دون الدولار إلى 0.9 خاسرة 9% من قيمتها، وتمثل العملة المستقرة يو إس دي كوين 21.56% من القيمة الإجمالية للعملات المستقرة لتحتل المرتبة الثانية بعد تيثر.
أفضل قرار الآن؟
قبل اجتماع الفيدرالي الأهم كيف سيتفاعل الذهب والدولار وسندات الخزانة في ظل تدفق البيانات.. ما هي الفرصة الذهبية قبل هذا؟
سجل حضورك الآن من خلال الرابط: http://bit.ly/3T3KL9f
السوق الآن
وتأرجحت أسعار العملات المستقرة بقوة وكذلك ارتفعت رسوم عمليات التحويل على شبكة إيثريوم (Gas Fees) والتي تستخدم في مداورة الأموال، نتيجة الحركة السريعة التي تبعت إغلاق بنك سيلكون فالي بعد الإفلاس. ويرتبط البنك بعلاقات وثيقة مع قطاع التشفير، وهو البنك الثاني المرتبط بالعملات الرقمية الذي يسقط في هذا الأسبوع.
ويبدو أن مرحلة الأسواق الهابطة للعملات الرقمية والتي استمرت منذ نوفمبر الماضي تدخل في مرحلة جديدة، فبعد أزمة سيليكون فالي، دعت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، بضرورة البحث وراء سقوط البنك، وهو الإجراء الذي بدأ شرارة السقوط الجديد للعملات الرقمية وهبط بالبيتكوين أدنى الـ 19 ألف دولار.
وعلى عكس القطاع المصرفي الذي يمكن للفيدرالي الأمريكي مساعدته في تحدي الأزمات والحوّل دون إفلاس مؤسساته الكبرى، فإن قطاع التشفير لا يوجد كيان مؤسسي ينقذه ويديره، لذلك فإن الدخول في حلقات سوداء وفوضى دائمًا ما يتبعه فوضى أكثر عمقًا، ولا يعرف أحد كيف وعلام ستنتهي هذه الفترة القاتمة في تاريخ صناعة التشفير.
انهيار العملات المستقرة
تراجع عملة مستقرة عن مستواها المعتاد "1 دولار" يعيد للأذهان سقوط عملة تيرا المستقلة التي تزامنت مع إفلاس بورصة إف تي إكس وجرت معها السوق لهبوط عنيف. والعملات المستقرة هي الملاذ الآمن للتجار في قطاع التشفير في أوقات التقلب، وسقوطها يعني ضياع أموالهم المودعة في النقطة الأقل مخاطرة في سوق العملات الرقمية.
وعملة يو إس دي كوين هي عملة Circle Internet Financial، وهبطت في تداولات اليوم إلى 0.89% على بورصة كراكن، هو مستوى هبوط أعنف مما وصلت إليه العملة في أعقاب سقوط إف تي إكس.
وأعلنت الشركة المصدرة للعملة المستقرة أن 3.3 مليار دولار من احتياطياتها كانت مربوطة بالبنك المفلس SVB. وتستمد العملات الرقمية المستقرة ثباتها من هذه الاحتياطيات. فمثلًا إذا كانت عملة مستقرة تحمل رأس مال 43 مليار دولار، مثلما كان الحال مع USDC قبل سقوط اليوم، فمن المفترض أن تكون لدى هذه العملة احتياطي من الأموال والأدوات بنفس القيمة حتى تتمكن من توفير هذه السيولة في حال تم السحب. وهبط رأس مال USDC منذ أمس إلى 37 مليار دولار، بما يفيد بسحب 6 مليارات في هذه الأوقات.
ما الذي يقوم به المتداولون الآن؟
ومع سقوط USDC جاء ارتفاع العملة المستقرة الأخرى تيثر إلى 1.06 دولار على بورصة كراكن مقابل الدولار الأمريكي، وهو مستوى لم يصل إليه أبدًا، حيث بدا أن المستثمرين يحولون الأموال بعيدًا عن USDC.
هل من سبيل للإنقاذ؟
تنتعش العملات الرقمية في مراحل ضخ الحكومات للأموال في الاقتصاد، وبداية ظهورها جاء في أعقاب أزمة 2008 عندما ظهرت ورقة البيتكوين الخاصة بساتوشي ناكاموتو لأول مرة في عالم دعمت فيه الحكومات النظام المالي من خلال ضخ الأموال فيه. وهو عكس ما يحدث الآن من قبل الفيدرالي الأمريكي الذي يريد السيطرة على التضخم بخفض الميزانية ورفع الفائدة.
ويفتقد التشفير في هذه الأوقات إلى سلطة مركزية تدعمه، وإذا اضطر عملاء SVB، بما في ذلك Circle وعملتها المستقرة من USDC، إلى التقليل من أموالهم، فإن التداعيات غير واضحة.
والملجأ الوحيد هو وجود رأس مال يتبنى SVB والعملات الرقمية ويكون ركن الزاوية لها وينقذها من الانهيار. وقد يكون هذا البطل هو إيلون ماسك، إلا أن الكثير يتشككون في جديته.
فعندما غرد الرئيس التنفيذي لشركة Razer Min-Liang Tan في وقت متأخر من يوم الجمعة بأن تويتر يجب أن يشتري SVB ويتحول إلى بنك رقمي، قام الملياردير، إيلون ماسك، رئيس تويتر، بالتغريد، "أنا منفتح على الفكرة".
فهل تظنون أنه جاد بالفعل؟