أشار تقريرٌ جديدٌ إلى توقعاتٍ بنموّ قطاع تعدين الكريبتو في روسيا “بنسبةٍ تتراوح بين 20% و40%” خلال عام 2024.
ووفقاً لموقع Overclockers، فقد صدرت هذه المعلومات عن مُطّلعين على القطاع في تقريرٍ لشركة بيتريفر (BitRiver)، وهي أكبر شركات تعدين الكريبتو في روسيا، وإحدى أهمّ القوى الدافعة للجهود التشريعية الأخيرة التي قد تُفضي إلى “التنظيم القانوني” لهذا القطاع.
صناعة تعدين الكريبتو في روسيا “تستمرّ في النمو”
ادعى المحللون في التقرير أن “التكلفة المنخفضة للكهرباء” و”غياب التنظيم القانوني الصارم من قبل السلطات” أديا إلى “حركة نموٍّ جيدة” للقائمين بتعدين الكريبتو. ونقل معدّو التقرير عن مدير جمعية التعدين الصناعي، سيرجي بيزديلوف (Sergei Bezdelov) قولَه إن سوق تعدين الكريبتو الصناعي “تضاعف حجمه” في عام 2023.
وتدّعي شركة BitRiver أن مُعدِّني بيتكوين المحليين قد جمعوا في العام الماضي ما يصل إلى حوالي 54,000 عملة بيتكوين (Bitcoin-BTC). وقالت الشركة إن روسيا “ما تزال” واحدةً من أكبر قوى تعدين الكريبتو في العالم، كما زعمت BitRiver أيضاً أن “أكثر من 95%” من “الموارد الحاسوبية” لُمعدِّني الكريبتو الروس يتم استخدامها لتعدين بيتكوين (BTC).
مع ذلك، لا يتفق جميع الخبراء على هذه الإحصائية، حيث أعرب رومان نيكراسوف (Roman Nekrasov) -المؤسس المشارك لمؤسسة Encry Foundation- عن اعتقاده أن بيتكوين تمثل 90% من جهود التعدين الروسية، وأن 10% من المُعدِّنين الروس يركزون على العملات البديلة مثل لايتكوين (Litecoin-LTC) وكاسبا Kaspa (KAS).
سعر عملة KAS خلال الأيام السبعة الماضية. (المصدر: موقع CoinMarketCap)
عدم التنظيم يسود السوق إلى حد كبير
حتى الآن، ما تزال حالةٌ من الغموض تحيط بالوضع القانونيّ لأنشطة تعدين الكريبتو في روسيا، وتَصدُر دعواتٌ من جهاتٍ عديدة بين الحين والآخر لحظر الكريبتو بأشكالٍ مختلفةٍ، الأمر الذي دفع المُعدِّنين لحثّ المشرّعين على “الإسراع بتنظيم” قطاعهم، حتى وإن كان ذلك سيؤدي بهم إلى دفع الضرائب على أرباحهم.
واقترحت وزارة الطاقة تخفيف العبء عن الشبكات الكهربائية المُنهَكة بإجبار المُعدِّنين على إيقاف تشغيل منصات التعدين لفترة محدّدة من الوقت كلّ عام.
ودعت أحدث المقترحات التشريعية إلى تقييد التعدين الخاص أو السماح لمزوّدي الطاقة بفرض غراماتٍ على المشتبه بتعدينهم العملات الرقمية “من المنزل”.
تكاليف الطاقة المنخفضة تدفع نحو المزيد من إمكانات النمو
في سياق تقييمهم لهذا الأمر، قال الخبراء القانونيون لمُعدّي التقرير إن هنالك أحكاماً قانونيةً خاصةً بالكريبتو وتعدين العملات الرقمية قائمةٌ مسبقاً في روسيا.
وأشارت إليزافيتا فيخليانتسيفا (Elizaveta Vikhlyantseva) المحامية في شركة المحاماة فيغاس ليكس إلى أنه لا يوجد في القانون الروسي ما “يحظر” بناء “منشآت تعدين الكريبتو”.
من جانبه، قال ياروسلاف شيتسلا (Yaroslav Shitsla) -رئيس قسم حلّ نزاعات تكنولوجيا المعلومات والملكية الفكرية في شركة المحاماة روستام كورماييف وشركائه- إن “الاعتراف بالعملات الرقمية كنوعٍ من أنواع الملكية أمرٌ قائمٌ مسبقاً”، مشيراً إلى قانون “الأصول المالية الرقمية” كدليلٍ على هذا الرأي. ورغم أن هذا قد يكون صحيحاً، إلا أن المراقبين يأخذون على هذا القانون “افتقاره إلى الجوهر”. ويبدو أن مجموعة العمل المالي (FATF) الدولية تتفق مع الرأي الأخير، حيث إنها خفّضت تصنيف امتثال روسيا وفقاً لذلك.
وبغض النظر عمّا سبق، فقد أبدى الخبراء ملاحظاتٍ متفائلةً تجاه تعدين الكريبتو في روسيا، حيث ادعى نيكيتا فاسيف (Nikita Vassev) -مؤسس Terracrypto- أن النموّ السريع لقطاع التعدين في روسيا يرجع إلى انخفاض تكلفة الكهرباء، مضيفاً أن “الظروف المناخية” في روسيا كانت مواتيةً أيضاً لشركات التعدين.
ويشير الخبير إلى أن “غالبية المُعدّنين يختارون العمل في سيبيريا كونها تقدم ميزة توفير تكاليف التبريد”. وأضاف الخبراء بأن هناك “العديد من مواقع الإنتاج” في البلاد التي يمكن “إعادة توظيفها بسهولةٍ لتعدين بيتكوين”.
ويتفق معظم المراقبين على أن “غياب الرقابة الصارمة من قبل الهيئات التنظيمية المحلية” يخلق “ظروفاً إيجابيةً للأنشطة المتعلقة بالعملات الرقمية”.