تواصل فرنسا احتجاز مؤسس منصة تيليجرام -بافيل دوروف (Pavel Durov)- للاشتباه بتورّطه في أنشطةٍ غير قانونيةٍ عبر التطبيق، ودولة الإمارات العربية المتحدة (UAE) تطالب بالوصول الفوري إلى دوروف.
دوروف مؤسس تيليجرام، المصدر: لقطة شاشة من مقطع مصوّر على اليوتيوب/DW Shift طلبت الإمارات العربية المتحدة رسمياً من الحكومة الفرنسية -بتاريخ 26 آب/أغسطس- منحها حق توفير الخدمات القنصلية للرئيس التنفيذي لمنصة تيليجرام (Telegram) -بافيل دوروف (Pavel Durov)- الذي جرى اعتقاله السبت الماضي في مطار لوبورجيه بالعاصمة الفرنسية باريس.
طلب الإمارات والموقف القانوني لفرنسا
يواجه دوروف -ذي الجنسيات المتعددة بما فيها الجنسية الإماراتيةـ عدة اتهاماتٍ خطيرة، حيث وجّهت جهات الادعاء الفرنسية إليه 12 تهمةً، شملت غسيل الأموال وتجارة المخدرات ونشر محتوى يُظهر استغلالاً للأطفال؛ وردت وزارة الخارجية الإماراتية على أنباء الاعتقال بقولها إنها تراقب الوضع باهتمام بالغ، كما طلبت رسمياً من الحكومة الفرنسية السماح لها بتوفير كافة الخدمات القنصلية اللازمة لدوروف. وصرّحت الوزارة بأن “رعاية المواطنين وحماية مصالحهم ومتابعة شؤونهم وتوفير كافة أوجه الرعاية لهم تأتي في مقدمة أولويات دولة الإمارات العربية المتحدة”.
وخلال حديثه العلني حول الاعتقال، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (Emmanuel Macron) على التزام فرنسا بدعم حرية التعبير، مشدّداً -في ذات الوقت- على أن هذه الحريات يجب أن تبقى ضمن الحدود القانونية لضمان حماية كافة المواطنين.
I have seen false information regarding France following the arrest of Pavel Durov.
France is deeply committed to freedom of expression and communication, to innovation, and to the spirit of entrepreneurship. It will remain so.
In a state governed by the rule of law,…
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) August 26, 2024
ووفقاً للقانون الفرنسي، يمكن للسلطات تمديد فترة احتجاز دوروف حتى تاريخ اليوم الموافق 28 آب/أغسطس، وعندها سيقرّر المحققون توجيه اتهاماتٍ إليه بشكلٍ رسميّ أو إطلاق سراحه.
ردود الفعل الدولية والتداعيات المحتملة
أثار اعتقال دوروف ردود فعل واسعةً من دول عديدة كدولة روسيا التي أدان مسؤولوها الاعتقال لكونه مدفوعاً بتوجهاتٍ سياسيةٍ ويعكس مدى ازدواجية المعايير الغربية بشأن ممارسة حرية التعبير، حيث انتقد كلٌّ من وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف (Sergey Lavrov) والمتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (Dmitry Peskov) هذا الاعتقال؛ ويرى الأخير أن التهم الموجهة لدوروف تمثل محاولة ترهيب للرئيس التنفيذي لإحدى كبريات الشركات العالمية، حيث صرّح قائلاً:
“التهم الموجهة إليه جسيمةٌ حقاً، و يتطلب إثباتها أدلةً لا لبس فيها، وإلا فستكون مجرّد محاولةٍ واضحةٍ لتقييد حريات التواصل، بل ويمكنني القول أنها قد تكون محاولةً مباشرةً لترهيب رئيس شركةٍ كبرى”.
بالتزامن مع ذلك، اقترح جاستن صن (Justin Sun) -مؤسس بلوكتشين ترون (TRON)- إنشاء منظمة مستقلة لامركزية (DAO) لدعم جهود الدفاع القانوني عن حقوق دوروف أسماها “FreePavel DAO”، وتعهّد بالتبرّع بمبلغ مليون دولار لصالح هذه المنظمة؛ كما طالبَ كلاً من إيلون ماسك (Elon Musk) -الرئيس التنفيذي لشركة -X والمُعلق الشهير على وسائل التواصل الاجتماعي ماريو نوفل (Mario Nawfal) المُساهمَة بدعم المبادرة لتأمين حرية دوروف.
يُذكر أنه عقب أنباء اعتقال دوروف، هوَت القيمة السوقية لعملة تون (Toncoin-TON)-المرتبطة بتطبيق تيليجرام- بنسبةٍ تجاوزت 20%، لكنَّ سعرَها تعافى قليلاً ليتمَّ تداولها حالياً عند 5.45$ في وقت كتابة الخبر.
وستكون الساعات المقبلة حاسمةً مع اقتراب السلطات الفرنسية من اتخاذ قرار بشأن مستقبل مؤسس تيليجرام، وما لذلك من تداعياتٍ محتملةٍ على كلٍّ من المنصة والعلاقات الدبلوماسية الدولية.