حافظت بيتكوين (Bitcoin-BTC) على استقرارها بالقرب من مستوى 67,000$ بدعمٍ من التوقعات الإيجابية للمستثمر الملياردير بول تودور جونز الثاني (Paul Tudor Jones II)، الذي عبّرَ مؤخراً عن إيمانه ببيتكوين كوسيلةٍ للتحوّط من التضخم ما لفت انتباه العديد من المستثمرين المؤسساتيين، وقد يفضي هذا الدعم إلى زيادة إقبال اللاعبين الكبار في السوق وارتفاع سعر بيتكوين نتيجةً لذلك.
وتبلغ القيمة السوقية لقطاع الكريبتو العالمي 2.31 تريليون دولار في ظل تقلّبٍ ملحوظٍ لبيتكوين، حيث يستمر سعرُها باختبار مستوى الدعم عند 67,000$ منتقلاً بين الاتجاهين الصاعد والهابط، ويمكن لاختراق خط الاتجاه العلوي أن يشير إلى تجدد الزخم الصاعد ويزيد من النشاط في السوق، ولكنَّ أحجام التداول المنخفضة تحدّ من توقعات الارتداد الكبير على المدى القريب.
كذلك يُبدي سوق العملات الرقمية صموداً ملحوظاً رغم الحيرة والغموض؛ حيث شهدت صناديق بيتكوين وإيثيريوم (Ethereum-ETH) المتداولة في البورصة (ETFs) ورود 2.2 مليار دولار، ما يؤكد على الاهتمام المؤسساتي الكبير والثقة المتزايدة بين المستثمرين، ويشير إلى اقتراب إمكانية حدوث حركةٍ صاعدة لبيتكوين وسواها من العملات الرقمية الكبرى.
بول تودور جونز الثاني (Paul Tudor Jones II) يدعم الذهب وبيتكوين كوسائل للتحوط من التضخم
يستثمر مدير صندوق التحوّط والملياردير بول تودور جونز الثاني بقوة في الذهب وبيتكوين لاعتقاده باستمرار التضخم أيّاً كان الفائز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، وقد صرّح في مقابلةٍ له ضمن برنامج Squawk Box على CNBC أن استثماراته تُضارب على ارتفاع الأسعار، وأضاف: “أعتقد أن جميع السبل تقود إلى التضخم،” كما عبّرَ عن تفاؤله ببيتكوين والذهب وأشار إلى الاستثمار المحدود في سلع كهذه من قبل العديدين، وأشاد بأداء بيتكوين الجيد خلال الفترات الصعبة اقتصادياً.
كما عبَّر جونز عن قلقه من الدَّين الأمريكي ويعتقد أن الحكومة ستحاول سداده من خلال زيادة التضخم كما فعلت العديد من الدول الأخرى في الماضي، وتتناول عجز الاقتصاد الأمريكي الذي قد يبلغ 2.8 تريليون دولار بحلول عام 2034 ويُفاقم من التضخم ويرفع معدلات الفائدة، ولذلك يبتعد جونز عن الاستثمارات ذات العوائد الثابتة حسب تعبيره: “لن أقوم باقتناء أي أصولٍ ثابتة العوائد،” ويُخطط للرهان ضد السندات طويلة الأمد لأنه يرى مبالغةً في أسعارها.
ويجتمع تعبير جونز عن دعمه القوي لبيتكوين مع مخاوفه من التضخم والدَّين الأمريكي لتعزيز ثقة المستثمرين ببيتكوين ورفع الطلب عليها، وقد يقود هذا التفاؤل إلى حركةٍ صاعدة لسعر BTC في ظل بحث المستثمرين عن وسيلةٍ للتحوّط من التضخم.
مخاوف المصارف المركزية من بيتكوين: تهديد للسيطرة النقدية والاستقرار الاقتصادي
يتزايد قلق المصارف المركزية من بيتكوين باعتبارها تهديداً لسيطرتها المالية والاقتصادية، وقد عبّر مسؤولون في المصرف المركزي الأوروبي (ECP) والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن مخاوفهم من بيتكوين بسبب تعقيدها لإدارة بعض الأمور مثل معدلات الفائدة، كما قام رئيس الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس نيل كاشكاري (Neel Kashkari) بوصف بيتكوين بـ “الورقة عديمة الفائدة” وادّعى “إفقارها” للنظام المالي، حيث تؤكد هذه التصريحات إحباطهم الشديد من نجاح بيتكوين.
وقامت المصارف المركزية بزيادة مخزونها المالي ما تسبّب بتفاقم التضخم وتعظيم الفجوة الاقتصادية، وهذا يعني استفادة المصارف والأفراد الأغنياء بأكبر قدر ممكنٍ فيما يعاني الأفراد العاديون عالقين في موقفٍ يُعرف باسم “تأثير كانتيلون” (Cantillon Effect)، وتوفر بيتكوين هنا خياراً مختلفاً بسبب لامركزيتها ومعروضها الثابت الذي يَحدّ من تأثّرها بالتضخم؛ وتستمر بحشد المزيد من القبول في العالم المالي وأصبحت الآن جزءاً دائماً منه رغم انتقادات المصارف المركزية التي بدأت تخشى سرقة قوّتها وأرباحها الناتجة عن إدارة الأموال ورمي عبء التضخم على الأفراد العاديين.
تجاوز سعر بيتكوين لمؤشر متوسط الحركة الأسي عند 67,250$ وسعيه لبلوغ مستوى 68,500$
تجمَع بيتكوين المزيد من الزخم، ووصَلت إلى سعر 67,160$ بعد ارتدادها من مستوى الدعم المهم عند 65,230$، وقد سمح هذا الزخم الصاعد بتجاوز متوسط الحركة الأسي لمدة 50 يوماً (50-day EMA) والذي شكّل مقاومةً مهمةً عند مستوى 67,250$. وتشير هذه الحركة إلى إمكانية استمرار الاتجاه الصاعد نحو مستوى المقاومة الأقرب عند 67,900$، والذي إذا ما تجاوزته، فقد تتابع مسارها نحو 68,580$ و69,540$.
من الجهة الأخرى، تقع مستويات الدعم الأقرب عند 65,230$ و63,760$، فيما يقف مؤشر القوة النسبية (RSI) عند 52، ما يشير إلى الحيادية التي تترك مجالاً للمزيد من الشراء في حال اشتداد الزخم.
ويمكن لتجاوز متوسط الحركة الأسي عند 67,250$ أن يعزّز الزخم الصاعد وقد نشهد حركةً صاعدةً أكثرَ استدامةً في حال تجاوز مستوى 67,900$، ولكن يجب على المتداولين مراقبة مستوى الدعم عند 65,230$ الذي قد يتم اختباره في حال مرور السوق باتجاه هابط.