Investing.com - تراجع سعر البيتكوين بشكل ملحوظ خلال الساعات الماضية من تعاملات يوم الخميس، ليمحو كل مكاسبه التي حققها في بداية عام 2025، حيث تسارعت موجة البيع في أسعار العملات المشفرة بسبب المخاوف الاقتصادية الكلية وأزمة السندات العالمية.
هبطت العملة الرقمية الأكبر إلى أدنى مستوى لها في الجلسة عند 92,600 دولار خلال ساعات التداول في الولايات المتحدة، متراجعة بنحو 10% في يومين من ذروتها يوم الإثنين التي تجاوزت 102,000 دولار. وقد استعادت بعض خسائرها مؤخرًا لتتداول الآن عند 94,300 دولار، بانخفاض قدره 2.5% خلال الـ 24 ساعة الماضية.
قاد كل من عملة Cardano (ADA) وRender (RNDR) وAptos (APT) الخسائر في السوق بشكل عام، حيث انخفضت العملات بأكثر من 3% في الـ 24 ساعة الماضية.
تسبب الانهيار العنيف خلال يومين في تصفية ما يقرب من مليار دولار من المراكز المشتقة ذات الرافعة المالية على أصول العملات المشفرة، معظمها مراكز شراء كانت تراهن على ارتفاع الأسعار، وفقًا لبيانات كوين جلاس. كما دفع هذا الهبوط البيتكوين مؤقتًا إلى ما دون مستواه عند بداية العام.
لم تسلم أسهم الشركات المرتبطة بالعملات المشفرة من التراجع. حيث شهدت شركات تعدين البيتكوين مثل TeraWulf (WULF) وBit Digital (BTBT) وBitdeer (BTDR) وIREN (IREN) وHut 8 (HUT) انخفاضات تراوحت بين 5%-8%. وتراجع سهم شركة الأجهزة الطبية Semler Scientific، التي تبنت استراتيجية الاحتفاظ ببيتكوين في خزائنها على خطى مايكروستراتيجي (MSTR)، بنسبة تقارب 10% خلال اليوم، ليصل إجمالي انخفاضها إلى أكثر من 15% هذا الأسبوع وما يقرب من 40% منذ ذروتها في أواخر ديسمبر. كما انخفض سهم مايكروستراتيجي بنسبة 2.2% يوم الأربعاء.
تحذيرات من شهر يناير صعب
حذر العديد من المحللين متداولي العملات المشفرة من مواجهة شهر يناير مليء بالتحديات، مع احتمال وجود رياح معاكسة تشمل سياسة الاحتياطي الفيدرالي المتشددة، والارتفاع السريع في عوائد السندات الحكومية طويلة الأجل، وقراءات التضخم المرتفعة، وإمكانية إغلاق الحكومة الأمريكية.
وما أثار موجة التراجع عبر جميع الأصول كان البيانات الاقتصادية القوية الصادرة يوم الثلاثاء، التي دفعت المستثمرين إلى تقليص توقعاتهم بشأن خفض أسعار الفائدة لهذا العام.
من الجدير بالذكر أن كريستوفر جاي والر، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أيد يوم الأربعاء استمرار خفض أسعار الفائدة خلال العام، محاولًا تهدئة المخاوف بشأن التضخم الناتج عن التعريفات الجمركية التي قد يفرضها الرئيس المنتخب دونالد ترامب. ومع ذلك، لم يؤثر هذا كثيرًا على توقعات المستثمرين لأسعار الفائدة، وفقًا لأداة متابعة الفائدة الأمريكية المتاحة على إنفستنغ السعـودية.
وأظهر محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأخير، التي صدر بعد ظهر الأربعاء، أن معظم الأعضاء يعتقدون أن مخاطر التضخم التصاعدية قد زادت، وأعربوا عن قلقهم من أن سياسة ترامب المتعلقة بالتعريفات الجمركية قد تؤثر على مستويات الأسعار أكثر مما كان متوقعًا سابقًا.
هل تعود البيتكوين للارتفاع؟
وفقًا للمتداول الشهير بوب لوكاس، قد يشهد البيتكوين ارتدادًا من أدنى مستوياته في الأيام المقبلة، لكن الأسعار قد تظل ضمن نطاق محدود وربما تتراجع إلى مستويات أقل قبل تحقيق ارتفاعات قياسية جديدة.
وقال لوكاس في منشور على منصة X: "ليس من الضروري أن يكون الهبوط كارثيًا، ولكن قد نحتاج إلى التداول ضمن نطاق معين والاعتياد على مستويات 100,000 دولار قبل أن نتجاوز هذه المنطقة فعليًا."
فيما أشار صندوق التحوط QCP في بث عبر تليغرام إلى أن تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة يوم الجمعة واجتماع الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من هذا الشهر سيكونان مؤثرين على مسار البيتكوين. كما توقع الصندوق انتعاشًا مع اقتراب حفل تنصيب ترامب في 20 يناير.
وقال محللو QCP: "مع تزايد الترقب في السوق، نعتقد أن تراجع البيتكوين مجرد توقف مؤقت، مما يمهد الطريق لارتفاع جديد مع تعزيز تنصيب ترامب للتفاؤل."