مدريد، 29 يونيو/حزيران (إفي): أكدت الكاتبة الألمانية الحائزة على جائزة نوبل للآداب لعام 2009 ، هيرتا مولر خلال اول زيارة تقوم بها إلى إسبانيا بعد تسلمها الجائزة العريقة، أن الادب لا يشكل علاجا بالنسبة لها لأنها لا تحتاج مثل هذا العلاج بل الانظمة الديكتاتورية التي تعاني من المرض هي من تحتاجه.
وبدت الاديبة رومانية الأصل (مولودة بمدينة نتزكيدفورت الرومانية عام 1953) والتي تعيش في برلين منذ 1987 هشة وهزيلة، وقد تعارض ثوبها الأسود مع وجهها شديد البياض، لتظهر بملامحها الحادة وكأنها بطلة إحدى لوحات التعبيرية الألمانية، في الندوة التي عقدتها بمدريد لتقيم آخر أعمالها "Atemschaukel" أو "أرجوحة النفس"، حيث تروي الملاحقة التي تعرض لها الالمان الرومانيون في روسيا خلال حقبة ستالين.
وصرحت مولر "الأدب بالنسبة لي ليس علاجا لأنني لا احتاجه. النظام هو من يعاني من المرض. والديكتاتورية ليست سوى نظام مريض، أما نحن من نعارضه فأصحاء".
وتروى مولر في "أرجوحة النفس" الصادرة أواخر عام 2009 فصلا مظلما "لا يزال تابهوا في رومانيا" وهو عثرات النظام الشيوعي، وتقص معاناة الرومانيين ذوي الأصل الالماني من نظامين ديكتاتوريين، هما النازية والشيوعية السوفيتية.
وكان أولهما القائد الروماني يون أنتونيسكو الذي تحالف مع هتلر خلال عهده الديكتاتوري، أما الآخر فكان منذ غزو ستالين لرومانيا عام 1945 ومطالبته بتسليم كل الرومانيين من اصل الماني، الذين تتراوح اعمارهم بين 15 و45 عاما لأنفسهم، ليقوم لاحقا بنقلهم إلى معسكر اعتقال في أوكرانيا.
ومن بين هؤلاء والدة مولر وصديق الكاتبة الشاعر أوسكار باستيور، الذي توفي عام 2006 ، والذي تؤكد انها ظلت في حالة انهيار عقب وفاته لمد عام، مبرزة ان هذه الرواية تعد تكريما له.
واشارت مولر التي تعلمت اللغة الرومانية عندما كانت في الـ15 من عمرها ان حصولها على جائزة نوبل اثار مشاعر من "الحماس والاحباط في رومانيا، لانهم لا يعتبرونني رومانية حقا. ولكنهم في المانيا ايضا لايشعرون بي كالمانية حقيقية. ان من يقولون انهم يكرهونني يفعلون ذلك لانني انتقد البلاد، ولكن الوطنية هي ايضا إلقاء الضوء على ما هو ليس جيدا".
واسترسلت "الكثير من الاشياء تتطور في رومانيا، ولكن لازال امامها طريقا تقطعه لكي تصبح ديمقراطية حقا".
واختتمت مولر التي تعتقد أن " الواقع ليس إلا مادة، والذكريات مادة خام يكون على اللغة ان تعمل عليها"، حديثها قائلة إن "العمل لا يكون من اجل المال فقط. فهو يعطي للحياة معنى ويساعدنا على معرفة ما نفعله بها".(إفي)