investing.com - من الضرروي للمستثمرين في سوق العملات الافتراضية الحرص على اختيار العملة المناسبة والتوقيت المناسب وإلا قد يخاطرون بالتعرض لخسارة كبيرة، ولمساعدتهم قام العديد من الخبراء والمحللين بوضع مجموعة من الإرشادات حول كيفية تقييم العملة.
ومن ضمن المعايير التي يجب مراعاتها، ضرورة معرفة مشروع تقنية البلوكتشين الذي يقف وراء العملة الافتراضية، وتشبه مشاريع البلوكتشين تشبه إلى حد كبير شركات التكنولوجيا الناشئة، فالمستثمر لا يشتري العملة فقط ولكن يشتري فكرة المشروع والفريق الذي يدعمه.
وتهدف مشاريع البلوكتشين لحل المشاكل التقنية، إذ قدمت بيتكوين حل يتلخص في قيمة المتجر غير قابلة للتغيير في دفتر الأستاذ ما يزيد من نسبة الأمان للأموال، وتسهل الإثيريوم الاتفاقات الرقمية بطريقة بسيطة دون الحاجة إلى وسيط، وأنشأت المونيرو عملية نقل أصول من نظير لنظير بشكل آمن ومجهول الهوية.
أما بالنسبة لفكرة أي مشروع، ففي العادة عندما يتم تكرار تنفيذ الفكرة يكون الأمر سيء، ولكنه يكون أمر جيد في سوق التشفير وعند تقييم عملة افتراضية، بالإضافة للعديد من الفوائد لتنفيذ فكرة مشروع باستخدام تقنية البلوكتشين مثل أمن المعلومات ومساءلة الأطراف.
وعلى سبيل المثال، تقوم ريبل باستخدام عملتها لإجراء عمليات تبادل بين المؤسسات المالية، وهي ليست فكرة جديدة، فقد كانت هناك تحويلات مالية منذ نشأة المؤسسات المالية. إلا أن الريبل تمكنت من القضاء على عيوب التحويلات المالية التقليدية التي تتمثل في الرسوم العالية وتخلصت من الوسيط.
ومن المهم معرفة الفريق الذي يقوم بتطوير العملة الافتراضية والتأكد من حصولهم على الخبرة اللازمة، لأن هذا المجال يتسم بالعديد من التحديات التقنية، ويستطيع المستثمر التعرف على مطوري العملة عند طريق موقع الشركة للتحقق من خلفياتهم والتأكد من أن لديهم مجموعة متنوعة من المواهب بجانب الخبرات التقنية، لأن المشروع يحتاج –بالإضافة للجزء التقنى- إلى دعاية وترويج.
وتمتلك بعض مشاريع البلوكتشين الكبيرة مجتمعات بأكلمها وليس مجرد فريق، ويساعد على ذلك لامركزية قطاع التشفير، ويمكن للمستثمر التعرف على هذه المجتمعات من خلال تصفح مواقع تويتر، تليجرام، وريديت، والتحقق من إيجابية المشروع والداعمين له، إذ يعد الداعمين للمشروع من أهم نقاط قوة العملة الافتراضية، وعلى سبيل المثال تتعاون النيو مع الحكومة الصينية ما يمنح النيو استقرار وقيمة إضافية لكونها مدعومة من قبل حكومة أكبر دولة ذات اقتصاد قوي.
وبعيدا عن سعر العملة وقيمتها السوقية، للعملات الافتراضية أهداف أخرى، إذ توفر بعضها السيولة، بعضها يمكن الحصول عليه مقابل خدمات، بعضها بمثابة أوراق مالية، وبعضها عبارة عن بطاقات عضوية فقط.
وعملات مثل البيتكوين وداش لها حالات استخدام واسعة، في حين تعتبر الإثيريوم والنيو أشكالا للدفع في النظم الخاصة بها، وتسمح جولم للمستخدمين بتأجير مساحة الكمبيوتر غير المستخدمة عن طريق استخدام العملة في الدفع.
وعلى العكس، هناك عملات افتراضية ليست واضحة في طرق استخدماها، مثل "أي أو أس" الحاصلة على المرتبة السادسة في السوق، وهي منصة "DApp" ذات رمز مميز، لكن توضح على موقعها الإلكتروني أنها لا تمتلك أي حقوق أو استخدامات أو أغراض أو سمات أو وظائف أو ميزات صريحة أو ضمنية على منصتها.
وهناك حالة أخرى، وهي عملة الريبل، التي تعطي سيولة للخدمات المصرفية، ولكن دورها غير واضح بالنسبة للمستثمرين العاديين. لذا من الضروري معرفة هدف المشروع وطرق استخدام العملة الافتراضية قبل البدء في الاستثمار للتأكد من مدى استمرارية العملة.