Investing.com - قامت مجموعة من المستثمرين بضخ نحو 133 مليون دولار في شركة "باسيس"، وهي شركة تهدف إلى خلق عملة افتراضية بقيمة ثابتة مقابل الدولار. وفي حال نجاحها، ستوفر الشركة جميع مزايا العملات الافتراضية التقليدية دون التقلبات التي تصيب البيتكوين وغيرها من العملات.
ويمكن أن يفوق الطلب على مثل هذه العملة المستقرة الطلب على العملات الافتراضية التقليدية، لأن التقلب هو أحد نقاط ضعفها الكبيرة. ولكن ليس هناك ما يضمن نجاح مشروع "باسيس"، فقد حاول الكثيرين في الماضي إصدار عملات افتراضية مستقرة مع نتائج سيئة في كل مرة.
وعل سبيل المثال عملة التيثر المستقرة، إذ ادعت الشركة أن التيثر مدعومة بالدولار من احتياطيات العملة الصعبة، ومع ذلك فإن الشركة لديها سجل شفافية ضعيف، مما يجعل النقاد يتساءلون عما إذا كانت العملة لا تملك في الواقع احتياطيا يدعمها.
وتتخذ شركة "باسيس" نهجا مختلفا وأكثر طموحا تجاه العملات الافتراضية المستقرة، إذ لن تكون العملات مدعومة مباشرة بالدولار أو أي أصول أخرى، وبدلا من ذلك سوف تحاول الشركة ضبط عرض العملات مع مرور الوقت للحفاظ على ارتباطها بالدولار، مثلما تتوسع البنوك المركزية الأجنبية وتقلص الإمدادات النقدية الخاصة بها للحفاظ على قيمة عملة مستقرة.
ولم يتم إصدار شبكة "باسيس" بعد، ولكن يتوقع الفريق المكون من 10 أفراد إطلاقه في الأشهر القادمة، وحتى الآن لم تقوم الشركة سوى بالإعلان عن تفاصيل المشروع فقط. وقد تتمكن هذه العملة المستقرة من تتبع قيمة الدولار لفترة معينة، خاصة إذا كانت مدعومة ب133 مليون دولار، ولكن إذا بدأت الثقة في الشركة في التعثر، قد ينهار المشروع بأكمله.
وبخصوص إصدار عملات افتراضية مستقرة، فإن أبسط طريقة هي دعمها مباشرة بالدولار، ولكن الجانب السلبي الكبير لهذا النهج هو أن بعض المنظمات تحتاج إلى تملك الدولارات، ما يتعارض مع الفلسفة اللامركزية لمعظم مشاريع العملات الافتراضية، وهناك خطر من أن الوسيط يمكن أن يرفض استرداد قيمة العملات ويهرب من أموال العملاء. وكما تسهل المركزية على الحكومات السيطرة على العملات الافترضية.
لذلك في السنوات الأخيرة ، بحث مشجعي العملات الافتراضية عن طريقة لبناء عملة افتراضية مع قيمة ثابتة دون الاعتماد على كيان مركزي لحمل الأموال التقليدية كدعم، وللقيام بذلك، تحتاج العملة المجهولة غير المركزية لحل ثلاثة مشاكل من أجل الحفاظ على قيمة ثابتة مقابل الدولر، وهي:
1-طريقة لا مركزية للشبكة لمعرفة سعر الصرف الحالي بين الدولارات والعملة الافتراضية.
2-طريقة للشبكة لدفع قيمة العملة إلى الأسفل عندما ترتفع فوق دولار واحد.
3-طريقة للشبكة لدفع قيمة العملة لأعلى عندما تكون أقل من دولار واحد.
بالنسبة للمشكلة الأولى، فهي تبدو قابلة للحل، إذ تعتزم باسيس استخدام آلية توافق في الآراء لإنشاء سعر صرف رسمي بين الشركة والدولار في أي وقت من الأوقات، وسيتمكن أي شخص من التصويت على سعر الصرف الحالي، كما سيقوم النظام باختيار القيمة المتوسطة لهذه الأصوات مثل سعر الصرف الرسمي.
أما المشكلة الثانية فهي أيضا سهلة الحل، إذا ارتفعت قيمة المستقر بشكل كبير، يمكن للنظام إنشاء عملات إضافية وإدراجها في التداول.
وتكمن الصعوبة الحقيقية في المشكلة الثالثة، إذا كانت العملة مدعومة بالدولار، يمكن أن يتم ذلك باستخدام احتياطي الدولار لشراء العملات، ولكن لا توجد طريقة لتخزين الدولار مباشرة في تقنية البلوكتشين. لذلك يحتاج النظام إلى بعض الأصول الأخرى التي يمكن بيعها لدعم قيمة العملة.
وإذا نجحت باسيس في التغلب على المشكلات التقنية التي قد تواجهها، وأصدرت عملة افتراضية مستقرة، فمن شأن ذلك أن يساهم في تحسين استقرار السوق وتقليل التقلبات في الأسعار.