Investing.com - على الرغم من هدوء جنون العملات الافتراضية، إلا أن تداولهم أدى إلى زيادة المخاطر بالنسبة للمستثمرين في ظل الجدل السائد حول ماهية هذه العملات ما بين أصول مالية أو عملات أو سلع أو شيء آخر جديد كليا، ومدي ملائمتها لمحفظة المستثمر العادي.
وأيا كان مسمى هذه العملات أو تعريفهم، فأصبح من الصعب تجاهلهم منذ الارتفاع الصاروخي لعملة البيتكوين ووصولها ل20.000 دولار في ديسمبر الماضي. وفي حين أن أداء العملة السابق لا يضمن النتائج المستقبلية إلا أن وكالة بلومبرغ قامت بتحليل أداء سوق التشفير في الأشهر الستة عشر الأخيرة لإلقاء الضوء على ما يمكن توقعه مستقبليا.
رصدت بلومبرغ تقلبات الأسعار في السوق وخاصة تقلبات البيتكوين العنيفة، وكالمتوقع فإن ارتفاع أسعار العملة بسبب التقلب شيء جيد بالنسبة للمستثمرين والعكس صحيح، لذا يميل المستثمرين لطلب عوائد أعلى من فئات الأصول الأكثر تقلبا.
وعلى مدى الأشهر الستة عشر الأخيرة، سجلت العملات الافتراضية تقلبات أكبر من الأسهم والسندات والسلع والعملات التقليدية، باستثناء الانخفاض الشديد لأسهم شركة "Steinhoff International Holdings NV"، وهي شركة من جنوب إفريقيا تورطت في فضيحة محاسبية، وأسهم البنك الروسي "Otkritie FC".
وتعد التقلبات الشديدة هي أكبر حجة ضد معاملة العملات الافتراضية كالعملات التقليدية مثل الدولار واليورو، كما أن أحد القواعد الأساسية لعملة جيدة هو ثبات القيمة، ومن الطبيعي أن لا يرغب المستخدمين في التعامل بالبيتكوين عند الشراء من المتاجر أو تلقي راتبهم في هيئة عملات رقمية إذا كانت قيمة هذه العملات معرضة للانخفاض أو الارتفاع المفاجيء.
وبالمقارنة مع الأسهم أو السندات، يتركز نشاط التداول والقيمة السوقية بين العملات الافتراضية ضمن مجموعة صغيرة من اللاعبين. وعلى الرغم من تقلب سعر البيتكوين وارتفاع قيمة عملات لايتكوين و"اي او اس"، إلا أن البيتكوين مازالت في الصدارة وتهيمن على سوق التشفير سواء من حيث حجم التداول أو القيمة السوقية.
وأوضح مؤسس شركة LDJ Capital""، ديفيد درايك، أن الاستثمار في العملات الافتراضية الأقل شهرة أصعب مما يبدو، إذ يجب أن ينظر إلى هذه العملات على أنها بمثابة استثمار في رأس المال الخاص بشركة ناشئة في مراحلها المبكرة، والذي عادة يكون لفترة طويلة.
ويمكن للخبراء توقع كيف ستؤثر أحد التحركات في سوق على الأسعار في سوق آخر لأن معظم الأسهم والسندات والسلع والعملات متعلقة ببعضها، وبعض الاستثمارات مثل الأسهم الأمريكية والأوروبية تشترك في الخصائص وتميل إلى الارتفاع والانخفاض معا، في حين أن الأصول الخطرة مثل السندات في الأسواق الناشئة، والملاذات الآمنة كالذهب والين تتحرك عادة في اتجاهين متعاكسين. ويمكن أن يساعد الاستثمار في الأصول التي تتصرف بطرق مختلفة في الحد من المخاطر التي يواجهها المستثمرون.
وهنا يظهر دور العملات الافتراضية، إذ تتسم العملات الافتراضية بعلاقات ضعيفة مع فئات الأصول الثابتة، ما يمكن أن يكون أمر جيد أو سيء بناء على الدور الذي تلعبه هذه العملات في محفظة المستثمر. وقد يتغير هذا الأمر إذا بدأ المزيد من المستثمرين المؤسسيين، مثل البنوك وصناديق التحوط، في شراء الرموز الرقمية. ولكن في الوقت الحالي، تتحرك معظم العمليات النقدية المشفرة في موازاة بعضها البعض.
وبخصوص تدخل المؤسسات الكبيرة في سوق التشفير، قال الرئيس التنفيذي لصندوق التحوط "Pantera Capital Management LP" ، دان مورهيد، إنه لن يتم تجاهل أي شيء بقيمة 400 مليار دولار لفترة طويلة، في إشارة لقيمة سوق التشفير.
وأكدت بلومبرغ أنه من المهم تذكر أن الأداء التاريخي للعملات الافتراضية هو في أفضل الأحوال دليل تقريبي لما يحمله المستقبل. ومع بدء المشرعين في إيلاء المزيد من الاهتمام وتلاشي الضجيج المحيط بالبيتكوين، قد تكون عمليات البيع الأخيرة نذيرا بأوقات عصيبة قادمة، أو ربما تكون مجرد نقطة أمام المحطة الكبيرة التالية. وفي كلتا الحالتين، ينبغي على المستثمرين أن يتوخوا الحذر.