- Investing.com بعد النمو والازدهار الكبير الذي حققه سوق العملات الرقمية خلال العام الماضي، ومع التراجع الكبير الذي شهده منذ بداية العام الجاري، مازال الجدل والحديث مستمر عن هذا السوق، البعض يراه مضاربة ومقامرة، والبعض الآخر يراه من أهم الأسواق التي تمكن المستثمر من جني أرباح هائلة في وقت قصير.
حتى الآن لا يزال سوق العملات الرقمية من الأسواق الجاذبة للمستثمرين، خاصة الطلبة فقد كشف مسح أن واحد من كل خمس طلاب في الولايات المتحدة استخدموا جزء من قروضهم للدخول إلى سوق العملات الرقمية.
أظهرت بعض الدراسات أن هناك عدد من الأشخاص يستغلون العملات الرقمية من أعمال منافية للقانون، فقد قال رئيس الوكالة الأوروبية "يوروبول" إن ما يتراوح بين 3% و4% من الأنشطة الإجرامية تتم من خلال سوق العملات الرقمية.
ووفقا لـ "الإيكونوميست"، فإن هناك حكومات وجهات تنظيمية حول العالم تريد السيطرة على عمليات التداول بسوق العملات الرقمية، سواء من حيث المضاربة أو جمع تمويل من أجل استخدامه في أعمال غير قانونية مثل غسيل الأموال والتهرب الضريبي، والسؤال هنا هل يمكننا فعل ذلك؟ هل ستنجح هذه المحاولات؟.
يرى محللون أن هناك ثلاثة أسئلة يجب أن نجد لهم إجابة قبل بحث تنظيم سوق العملات الرقمية وهم، ماهي الأصول الرقمية؟ وكيف يمكننا إدارة مخاطرها اليومية؟ وما هي المخاطر التي تشكلها على الاستقرار المالي؟.
حتى الوقت الحالي لا يوجد إجماع على تعريف محدد للأصول الرقمية في هذا السوق حتى داخل الدول، حيث تختلف السلطات على تصنيفها البعض يقول أنها سلعة وآخرون يرون أنها عملة والبعض يراها ورقة مالية، ففي أمريكا تم تصنيفها على أنها ورقة مالية، وفي سويسرا تم تصنيفها على أنها وسيلة للدفع أو الاستثمار.
بدأت الحكومات تواجه العديد من المشكلات بسبب العملات الرقمية، لذا يجب على الدول والجهات التنظيمية الجلوس على طاولة واحدة لبحث وتحديد معايير للعملات الرقمية والوصول إلى طريقة لتنظيم عملية التداول بها، ولن يتحقق ذلك إلا بالكشف عن الهوية الحقيقية للمتداولين وتسجيل التعاملات.
اتجهت بعض الدول مثل روسيا وكوريا الجنوبية إلى تفعيل هذا الأمر بالفعل، وفي الشهر الماضي أعلن الاتحاد الأوروبي موافقته على تتبع ومراقبة سوق العملات الرقمية، من أجل الحد من استخدامها في أعمال وأنشطة غير قانونية.
أغلب المحللون يرون أن تنظيم سوق العملات الرقمية ليس مهمة سهلة، خاصة إذا نظرنا إلى الإجراءات الحكومية والروتين الذي يتنافى مع تسارع وتيرة التكنولوجيا الحديثة.