Investing.com - يعتقد البعض أن تقنية "بلوك شين" تتعلق بالعملات الرقمية فحسب، إلا أن هذه التقنية الواعدة لها العديد من السمات التي تجعلها فرصة قوية لمستقبل تكنولوجي بلا مركزية، حيث إن الفكرة الأساسية التي تقوم عليها هي توفير سجل آمن غير قابل للتلاعب ولا يعتمد على طرف ثالث أو أي مؤسسة خارجية.
تعتمد "بتكوين" وغيرها من العملات الرقمية الأخرى على تقنية "بلوك شين" والتي أثبتت موثوقية بشكل كبير، فهي في الحقيقة أحد أشكال الحوكمة وهذا ما يجعلها فكرة عبقرية لديها القدرة على إحداث تغيير جوهري، وفي المستقبل القريب ستصبح طريقة حديثة لاتخاذ القرارات بعد الطرق التقليدية القديمة.
يمكن استخدام تقنية "بلوك شين" في تسجيل وتحديد من يمكنه تخزين المعلومات نيابة عن المواطنين، وهذا يجعلها بديل محتمل لبعض وظائف فيسبوك، كما يمكن استخدامها في إدارة اهتمامات المواطنين في الفضاء السيبراني، كدعوتهم للمشاركة في مهمة معينة أو تحديد من يمكنه إرسال رسائل البريد الإلكتروني الهامة لهم.
يمكن للأشخاص استخدام برمجيات الذكاء الاصطناعي الخاصة به للمتاجرة مع غيره استنادًا لتعليمات أولية صادرة من الشخص نفسه، دون أن يكون ف حاجة لاتخاذ كل القرارات بشكل مباشر، كما يمكنهم استخدام آليات السوق في ترتيب حياة الأشخاص من خلال الإنترنت، بدلا من الاعتماد على الجهات الاحتكارية لفعل ذلك نيابة عنهم.
سيساعد ذلك على خلق اقتصاد ونظم قانونية موازية في الواقع، وربما يحدث ذلك بسرعة أكبر من وتيرة معالجة القانون الإداري الراهن لهذه الحالات الجديدة التي سيكون أساسها المنافسة السريعة والقوية، إلا أن هذا الأمر قد لا يحدث، فحتى الوقت الراهن لم نصل إلى طريقة معالجة معاملات العملات الرقمية بشكل سهل وبوتيرة سريعة في الوقت ذاته، إلى جانب تكاليف الطاقة العالية لتشغيل تقنية "بلوك شين".
في أغلب الأوقات، لا تتعامل "بلوك شين" بسهولة مع القوانين والأنظمة القائمة، والتي من الواضح أنها ستختفي قريبًا، ومن المتوقع أن تكون الأنظمة الجيدة المحتملة لتوسعها عرضة لاحتكارات من أنواع أخرى.
تقنية "بلوك شين" تعد من التقنيات الحديثة فهي ظهرت منذ 10 سنوات فقط، وقد يكون لديها نقط ضعف لم يتم إكتشافها حتى الوقت الحالي، وبالرغم من صعوبة حدوث السيناريو الذي تم الإشارة إليه إلا أن الفرصة ما زالت قائمة وإن كانت نسبتها لا تتجاوز الـ 5%.