investing.com - لا يزال سوق العملات الافتراضية متقدما رغم الصعاب والمشاعر السلبية من المؤسسات المالية والحكومات التقليدية، فقد كان عام 2017 مميزا بالنسبة للعملات الافتراضية خاصة مع الارتفاع الصاروخي للبيتكوين وتسجيلها أرباح تصل إلى 1400%، كما حظيت عملات مثل الريبل والإثيريوم بيتكوين كاش بمكاسب كبيرة.
أما عام 2018، فلم يكن مواتيا للعملات الافتراضية حتى الآن، إذ انخفضت البيتكوين بنسبة 35%، والإثيريوم بنسبة 11%، والريبل بنسبة 63%، وبيتكوين كاش بنسبة 48%، ومع ذلك كان أداء عملة "اي او اس" المنافسة للإثيريوم مميزا، إذ ارتفعت نحو 115%، وتتداول الآن بسعر 18.63 دولار.
ولا يزال من السابق لأوانه إصدار بيانات شاملة حول مصير أسواق العملات الافتراضية في الجزء المتبقي من عام 2018، ويعتقد بعض الناس أن العام الجاري سيكون خاص بعمليات طرح العملة، بينما يخشى البعض الآخر من أن تكون العملات الافتراضية البديلة عن البيتكوين تمر برمحلة الفقاعة.
ومن ضمن الخبراء الذين اهتموا بتوقعات أداء سوق التشفير في 2018، توماس لي، وهو المؤسس المشارك ورئيس الأبحاث في شركة "فوندسترات"، ويتمتع بخبرة تزيد عن 25 عاما في وول ستريت، كما لديه ثروة من المعرفة في أبحاث الأسهم.
ويعد توماس لي من ضمن المتفائلين تجاه قطاع التشفير، وهو متفائل بشكل خاص تجاه مستقبل البيتكوين، وتوقع في مقابلة مع قناة "سي ان بي سي" التلفزيونية أن سعر البيتكوين قد يصل إلى 25 ألف دولار في الأشهر السبعة المقبلة.
وسبب تفاؤله هو اعتقاده أن البيتكوين تشهد منطقة ذروة البيع حاليا، وستحظى العملة بمرحلة ارتفاع طال انتظارها، رافضا كون البيتكوين مجرد فقاعة، ومتوقعا تبدد ضغوط البيع في سوق العملات الافتراضية.
وعلى صعيد آخر، أبدى الباحثون في شركة "جي بي بولوند" ملاحظات متشائمة بشأن آفاق سوق التشفير. وتعد"جي بي بولهاوند" شركة رائدة في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية التي تقدم المشورة بشأن عمليات الدمج والاستحواذ، وزيادة رأس المال والاكتتاب الخاص في قطاعات التكنولوجيا وصناعة العملات الافتراضية.
وتوقع الباحثون حدوث دمار كامل في سوق التشفير، وأن العملات الافتراضية ستعاني من حركات تصحيح بنسبة 90٪ في الـ 12 شهرا المقبلة، وستتمكن شركات قليلة جدا من الصمود، كما أشار الباحثين إلى أن التدفق الذي يبدو أنه لا نهاية له من المستثمرين المؤسسيين والمستثمرين الأفراد سوف يكون سبب دمار استثمارات التشفير على المدى القصير.
وأضاف الباحثون أن استثمارات وول ستريت في قطاع التشفير ستستمر في رفع الأسعار، مع انتهاء هذا الارتفاع عندما لا يكون هناك مستثمرين جدد. ولسوء الحظ، فإن العديد من المستثمرين الجدد الذين دخلوا السوق في وقت متأخر لن يكونوا قادرين على تحقيق المكاسب عندما يكون هناك مستثمرون مؤسسيون جدد. وسيؤدي هذا إلى حدوث عمليات بيع عند الخروج من السوق، ما يتسبب في المزيد من الخسائر في السوق.
وعلى الرغم من تناقض توقعات الخبراء والمحللين والباحثين حول مصير العملات الافتراضية في العام الجاري، إلا أنه لا يزال من المبكر تحديد الاتجاه المؤكد لسوق التشفير، ولكن الأكيد أن تقنية البلوكتشين والعملات الافتراضية ستستمر في التشويش على صناعة الخدمات المالية الحالية.