investing.com - أصبحت العملات الرقمية مثل البيتكوين ذات شعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم. في البدء كان الاعتقاد السائد بأن العملات الرقمية ستزول بنفس سرعة ظهورها، وأن هذا النوع من الأصول مناسبة لعملية المضاربة والمستثمرين الذين يرغبون في الثراء السريع أو المجرمين الذين يرغبون في الاستفادة من عنصر مجهولة الهوية في التشفير للتحايل على القوانين.
وعلى الرغم من استمرار الشكوك حول استخدام البيتكوين في الأنشطة غير المشروعة، إلا أنه من الواضح أن البيتكوين لن تزول سريعا وستستمر في التواجد في النظام المالي. وأكبر دلالة على قوة البيتكوين هو استخدامها كوسيلة للمدفوعات من قبل العديد من المؤسسات ومواقع المقامرة والألعاب على شبكة الإنترنت.
وعلى المستوى الجغرافي، يعتقد معظم الناس أن البيتكوين لن تحظى بشعبية سوى في الدول الغربية مثل الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، ألمانيا، استراليا، فرنسا، والأسواق الآسيوية مثل الصين واليابان.
ويخالفهم في الرأي خبراء الصناعة الذين يرون أن محرك نمو صناعة العملات الرقمية يكمن في قارة أفريقيا للعديد من الأسباب أهمها:
1-العديد من المواطنين في أفريقيا لا يمتلكون حسابات مصرفية، بنسبة تصل إلى أكثر من 60% من السكان في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا، بسبب ارتفاع تكلفة إعداد الحسابات المصرفية في هذه المنطقة، وبالتالي تعتبر العملات الرقمية مناسبة لهذه الفئة.
2-العدد الهائل لسكان أفريقيا الذي يحتل المرتبة الثانية بعد قارة آسيا، هو من ضمن الأسباب التي تجعل خبراء الصناعة يشعرون بأن أفريقيا ستقود نمو العملات الرقمية.
3-تمتلك أفريقيا بصمة إنترنت جيدة للغاية، وهناك الملايين من مستخدمي الإنترنت، ويزداد عدد المشتركين في تطبيقات الهواتف المحمولة في أفريقيا عن العدد في الولايات المتحدة وأوروبا مجتمعين.
4-ازدياد نمو مزودي خدمة الأموال عبر الهواتف في أفريقيا، وهو من ضمن الأسواق التي تستهدفها العملات الرقمية.
وحتى الآن، لم تستغل أفريقيا الإمكانيات المذكورة أعلاه لصالح العملات الرقمية، وتكمن الأسواق الرئيسية للبيتكوين في جنوب أفريقيا، نيجيريا، وكينيا. وينحصر دور العملات الرقمية على عمليات التبادل فقط دون أن يكون لها دور في المعاملات داخل الدول.
وبالاستفادة من بصمة الإنترنت الجيدة، يمكن للسكان أن يقوموا بإرسال الأموال وإتمام المعاملات عبر تطبيقات الهواتف المحمولة، وهو ما تسعى إليه بالفعل العديد من مشاريع البلوكتشين، وفي حالة نجاحهم في تقديم هذه الخدمة والتكامل ما بين تقنية الهواتف والخدمات المصرفية عبر الهواتف والعملات الرقمية ستصبح أفريقيا أحد أكبر محركات سوق التشفير.