Investing.com - خلال السنوات القليلة الماضية، كانت البيتكوين والإيثريوم هما حديث الجميع، وتسائل الجميع عن ماهية هذه الأصول الجديدة وجدوى الاستثمار فيها والمخاطر المتعلقة بها، وفي العام الماضي انفجرت الفقاعة المرتبطة بهما وانخفضت أسعارهما بشكل حاد.
وفي العام الجاري، بدأت الأنظار تتجه نحو تقنية البلوكتشين، وعن ماهيتها وكيف يمكن لتجار التجزئة استخدامها. وببساطة تعتبر البلوكتشين هي شكل من أشكال العملة يتم توزيعها عبر قاعدة بيانات موجودة على عدة أجهزة كمبيوتر في الوقت نفسه، ومع نموها يتم إضافة سجلات جديدة أو ما يسمى بالكتل التي تحتوي على طوابع زمنية وصلة بالكتل السابقة، لتكون سلسلة من الكتل.
ولا يتم إدارة هذه السلسة من قبل بنك مركزي أو جهة محددة، بل يشارك الجميع في إدراتها ويحصل كل مشترك على نسخة من قاعدة البيانات. ويتم حفظ الكتل القديمة بجانب إضافة كتل جديدة مما يجعلها غير قابلة للإلغاء وبالتالي يصبح من المستحيل التلاعب بالعملات الرقمية.
ولدى تقنية البلوكتشين العديد من المميزات من أهمها:
أولا حلول الدفع: تعتبر البلوكتشين عامل أساسي في مستقبل المدفوعات عبر الإنترنت. ويقبل العديد من تجار التجزئة البيتكوين كوسيلة للدفع، بالإضافة إلى ظهور أنظمة دفع معتمدة على البلوكتشين مثل شركة "فليكسا" الأمريكية التي أصدرت تطبيقا باسم "Spendn" للسماح للمستخدمين باستخدام البيتكوين والإيثريوم وبيتكوين كاش كوسيلة للدفع.
ثانيا الشفافية: تشتهر البلوكتشين بعنصر الشفافية في سلسلة التوريد، وتعتبر وسيلة آمنة ورقمية لإجراء المعاملات مما تجعلها مناسبة لتجار التجزئة والعديد من القطاعات الأخرى.
ثالثا برامج الولاء: يمكن أن تساعد البلوكتشين على تعزيز برامج الولاء، نظرا لكون العملات الرقمية توفر بيانات دقيقة وفورية وموثوق فيها. ويمكن للشركات أن تستخدم البلوكتشين في برامج الولاء لزيادة مشاركة العملاء.
أما عن عيوب البلوكتشين فهي:
أولا عدم وجود قيمة ثابتة للعملات: بسبب طبيعة تقنية البلوكتشين والعملات الرقمية، فإن العملات لا تمتلك قيمة ثابتة ومحددة مما يجعل من الصعب حساب الضرائب المتعلقة باستخدام العملات الرقمية.
ثانيا انعدام سيطرة البنك المركزي: بدون سيطرة البنك المركزي، لا توجد قوة مركزية يمكن أن تتدخل وتساعد في تصحيح السوق، وأيضا لا توجد طريقة لاستعادة العملات الرقمية المفقودة ولا شبكة أمان، مما يرفع من مستوى الخطر عندما تدخل الشركات في مجال التشفير.
ثالثا عدم وجود مرونة حقيقية: نظرا لطبيعتها غير التضخمية، لا تمتلك العملات الرقمية نفس مرونة العملات الورقية المركزية. وفي حالة حدوث مشكلة في المعاملة مثل السرقة أو خطأ في إدارة المعاملة فلا توجد طريق لتصحيح المعاملة واسترداد المال.