بوينس أيرس (رويترز) - كشف الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري يوم الأربعاء عن حزمة لدعم الرعاية الاجتماعية وتخفيض الضرائب التي يدفعها العمال لتخفيف من حدة أثر أزمة اقتصادية في بلاده قبل أشهر من انتخابات يسعى فيها للفوز بفترة رئاسية ثانية، لكن إعلانه لم يوقف على الفور انهيار العملة المحلية (البيزو).
وهبط البيزو 12.3 بالمئة في بداية جلسة التداول يوم الأربعاء إلى 61 مقابل الدولار بعد إعلان ماكري عن الإجراءات الجديدة لكنه تعافى قليلا مقلصا خسائره إلى 4.77 بالمئة في وقت لاحق من التعاملات الصباحية. وهذا هو اليوم الثالث على التوالي الذي يشهد فيه البيزو خسائر حادة بسبب مخاوف السوق بشأن قدرة السياسيين على إخراج الأرجنتين من موجة أخرى من الكساد والتضخم الحاد.
وتباطأت بالفعل مبيعات السلع، مثل السيارات والأغذية ومستحضرات التجميل، بسبب انهيار البيزو مع تعطيل الموردين شحناتهم بينما يحاولون حساب أثر تراجع العملة على أسعار المستهلكين.
وقال ماكري إنه سيرفع حد الإعفاء للضريبة على الدخل بنسبة 20 في المئة وهو ما يمهد الطريق لتقليص الضرائب على مليوني عامل. وستبلغ قيمة التخفيضات الضريبية نحو 2000 بيزو إضافية (34 دولارا) شهريا لكل فرد.
كما ستمنح الحكومة الآباء العاطلين ألف بيزو لكل طفل قبل نهاية العام وسترفع الحد الأدنى للأجر للمرة الثانية هذا العام.
وقال ماكري في تسجيل مصور "الإجراءات التي آخذها والتي سأبلغكم بها الآن تأتي لأنني استمعت إليكم. استمعت إلى ما تريدون إبلاغي به يوم الأحد".
وحقق مرشح المعارضة ألبرتو فرنانديز فوزا ساحقا على ماكري في انتخابات تمهيدية يوم الأحد، وهو ما يقوض فرص فوز ماكري بفترة رئاسية ثانية في الانتخابات العامة المقررة في أكتوبر تشرين الأول.
وكان انهيار العملة الأرجنتينية والأسهم والسندات يوم الاثنين هو الأسوأ منذ أزمة الديون والأزمة الاقتصادية التي عصفت بالبلد الواقع في أمريكا الجنوبية في 2001.
وهوى البيزو الأرجنتيني 30 بالمئة يوم الاثنين إلى أدنى مستوى له على الإطلاق عند 65 مقابل الدولار، قبل أن يتعافى جزئيا.
وأعلن ماكري أيضا أنه سيتم تجميد أسعار البنزين لمدة 90 يوما ضمن حزمة الإجراءات التي أعلنها. وقالت الحكومة إن الإجراءات الجديدة ستكلفها 678 مليون دولار.
وقال ماكري " هذه إجراءات ستخفف المعاناة عن 17 مليون عامل وعائلاتهم" معبرا عن استعداده للاجتماع مع المعارضة.
وباع البنك المركزي الأرجنتيني 148 مليون دولار إضافية يوم الأربعاء من احتياطياته في محاولة لتحقيق استقرار البيزو، ليصل إجمالي ما باعه هذا الأسبوع إلى 453 مليون دولار.
وقال مسؤول بالحكومة الأرجنتينية إن الاحتياطي لدى البنك المركزي يصل إلى 66 مليار دولار منها 20 مليار دولار موارد حرة يمكن استخدامها لدفع الدين وتثبيت البيزو.
وتقدر قيمة أقساط الدين في الفترة المتبقية من العام الحالي بما يتراوح بين خمسة وعشرة مليارات دولار بحسب قدرة الأرجنتين على إعادة الاستثمار في سندات الخزانة المحلية، وهو ما يترك الباقي لاحتمال استخدامه للتدخل في سوق العملات الأجنبية.
وبحسب البيانات الحكومية، فإن الاستحقاقات في عام 2020 تبلغ 27 مليار دولار.
وقلص ماكري الدعم لمرافق عامة وخدمات أخرى لتقليل العجز المزمن في المالية العامة، وهو ما دفع أسعار الكهرباء والغاز للصعود بشكل كبير منذ بداية فترة رئاسته في 2015. وتسببت تخفيضات الدعم، في إطار اتفاق قرض مع صندوق النقد الدولي بقيمة 57 مليار دولار العام الماضي، في تقويض شعبيته.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير وجدي الألفي)