فليكا كلادوشا (البوسنة) (رويترز) - يحتمي مئات المهاجرين الراغبين في الوصول إلى الاتحاد الأوروبي في غابات ومبان مدمرة لمصانع سابقة بالقرب من حدود البوسنة مع كرواتيا في ظل أجواء باردة وظروف بائسة.
وفي صباح يوم أربعاء بارد، وقف مهاجرون من بنجلادش وباكستان والمغرب والجزائر في مخيمهم المؤقت المبني من الورق المقوى وأغصان الأشجار والمكسو بأغطية من النايلون يرتجفون من البرد. ويقع المخيم في منطقة مرتفعة من مدينة فليكا كلادوشا.
وبينما أشعل بعضهم النار للتدفئة وطهي وجبات طعام بسيطة، اغتسل آخرون وغسلوا ملابسهم في مياه الجداول التي تجري في الغابة والتي بلغت مياهها حد التجمد.
وفي الوقت الذي يحاول فيه الاتحاد الأوروبي إصلاح سياسات الهجرة، تقطعت السبل بآلاف الفارين من آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا على أطراف التكتل الثري، والذين يحاولون في كثير من الأحيان الدخول ومواصلة رحلتهم لكن دون جدوى.
وخلال تحركاتهم الجماعية عبر البلقان في عامي 2015 و2016، كان المهاجرون واللاجئون يتجاوزون البوسنة الفقيرة في أغلب الأحيان. لكن في السنوات الأخيرة، صار البلد طريق عبور رئيسيا بعد أن أغلقت دول الاتحاد الأوروبي حدودها أمام الوافدين الجدد.
وتعاطف أهل البوسنة في البداية مع محنة المهاجرين متذكرين محنتهم خلال حرب التسعينات عندما أُجبروا على الفرار، لكنهم باتوا الآن قلقين في منطقة كرايينا الحدودية ويطالبون بأن تشارك المناطق الأخرى العبء.
لكن في البوسنة المنقسمة عرقيا، ترفض المناطق التي يسيطر عليها الصرب والكروات قبول المهاجرين وبالتالي فهم يتركزون في سراييفو وكرايينا التي يسيطر عليها البوسنيون.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)