يشهد الاقتصاد الأمريكي مع انطلاق تداولاته الاسبوعية يوماً هادئاً في ظل غياب البيانات والأخبار الاقتصادية الصادرة عن أكبر اقتصاد في العالم اليوم، حيث ينتظر المستثمرون صدور بيانات اقتصادية في غاية الأهمية عن الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأيام القليلة المقبلة، لذا فالوصف الدقيق ليومنا هذا هو "هدوء ما قبل العاصفة".
وقد قام البنك الفدرالي الأمريكي في الأسبوع الماضي وفي خطوة مفاجئة وغير متوقعة برفع فائدة الخصم بربع نقطة، حيث رأت الأسواق بأن هذه الخطوة تعد بمثابة نهاية لتسهيل السياسات النقدية والتي انتهجها البنك الفدرالي الأمريكي طوال فترة الركود الذي عم البلاد، ومن جانب آخر فقد رأت الأسواق هذه الخطوة بأنها بمثابة جرس البداية لرفع معدلات ونسب الفائدة الرئيسية في الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن جهته فقد أكد البنك الفدرالي الأمريكي عقب انتشار المخاوف وسط جمهور المستثمرين بسبب رفع فائدة الخصم بأن خطوته جاءت بهدف إعادة الإقراض إلى وضعه الطبيعي في ظل التحسن الذي يشهده الاقتصاد الأمريكي يوماً من بعد يوم، ليؤكد الفدرالي الأمريكي مرة أخرى على أن معدلات الفائدة الرئيسية سوف تبقى عند مستوياتها المتدنية خلال الفترة المقبلة.
وفي ظل غياب البيانات الاقتصادية الصادرة عن الاقتصاد الأمريكي اليوم عزيزي القارئ، فقد شهدنا ايجابية من جانب المستثمرين من خلال تداولاتهم مما أعطى دفعة لمؤشرات الأسهم لنشهد ارتفاعها في تداولات ما قبل الافتتاح لليوم الخامس على التوالي، لتتبع الأسهم الأمريكية بذلك نظيراتها الآسيوية والأوروبية، حيث عاد المستثمرون للتأكيد على أن عجلة التعافي والانتعاش ما زالت في طريقها الصحيح، الأمر الذي اتضح جلياً في البيانات الاقتصادية التي صدرت عن قطاع المنازل، قطاع الصناعة، قطاع الخدمات، بالإضافة إلى قطاع العمالة، هذا إلى جانب الأداء الجيد الذي شهدناه في تقارير الأرباح للشركات الأمريكية خلال آخر ستة أشهر من العام 2009.
وعلى الرغم من ذلك التحسن عزيزي القارئ فلا بد لنا من الإشارة إلى أن التحديات ما زالت تقف في طريق تعافي أكبر اقتصاد في العالم من تبعات أسوأ أزمة مالية تعم العالم منذ الحرب العالمية الثانية، بسبب ارتفاع معدلات البطالة، تشديد شروط الائتمان، وارتفاع قيم الحبس العقاري، مما يحد ويضعف من مستويات الانفاق، حيث أثرت تلك العوامل وما زالت تؤثر سلباً على التحسن الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية، ليتجه المحللون الاقتصاديون إلى تعديل توقعاتهم لمختلف التقارير والتي سيتم الإعلان عنها خلال الربع الثاني من العام الحالي، وبالأخص تقرير الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ستسهم تلك العوامل مجتمعة في إضعاف النشاط الاقتصادي، إلى جانب الحد من وتيرة التعافي والانتعاش في البلاد، وبالتالي من المتوقع أن يتم تعديل قراءة النمو في الولايات المتحدة الأمريكية.
وصولاً عزيزي القارئ إلى البيانات والأخبار الاقتصادية والتي سوف تصدر في الأسبوع الحالي، حيث ستتركز البيانات الاقتصادية على قطاع المنازل وقطاع العمالة بشكل كبير، إلا أن المستثمرون ينتظرون ما هو أهم وبالتحديد فإنهم ينتظرون آخر يوم في الأسبوع الحالي، لتضح رؤيتهم حول مستقبل الاقتصاد الأمريكي من خلال الإعلان عن القراءة المتقدمة للناتج المحلي الإجمالي في البلاد خلال الربع الرابع من العام 2009 ، حيث يتوقع المحللون استمرار الاقتصاد الأمريكي في تحقيق مستويات نمو مرتفعة والتي صدرت في قرائتها التمهيدية عند 5.7 بالمئة.
وستتجه أنظار المستثمرين إلى جانب آخر غير البيانات الاقتصادية والتي سوف تصدر عن الاقتصاد الأمريكي، ألا وهو تقارير أرباح الشركات، لتتضح رؤيتهم حول التحسن الذي يشهده الاقتصاد الأمريكي، حيث ستقوم شركات كبرى في الولايات المتحدة الأمريكي بالإعلان عن تقارير أرباحها خلال الأسبوع الحالي، مثل: Macy’s Inc ، Target Corp ، Home Depot Inc ، إلى جانب شركة Gap Inc ، وفي الوقت الذي ستقوم فيه تلك الشركات بالإعلان عن أرباحها الربعية خلال الأسبوع الحالي عزيزي القارئ، حيث سيبحث المستثمرون في ما وراء تلك التقارير عن مستويات الانفاق، حيث تعد الشركات أعلاه شركات مبيعات تجزئة، علماً بأن مبيعات التجزئة تشكل نصف الانفاق تقريباً، في حين يشكل الانفاق ثلثي الناتج المحلي الأمريكي.
وقبيل انطلاق جرس افتتاح التداولات في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد ارتفعت عقود الداو جونز المستقبلية بنسبة 0.2% لتصل إلى مستويات 10397 نقطة، في حين ارتفعت عقود S&P 500 بنسبة 0.1% لتصل إلى مستويات 1107.80 نقطة، بينما ارتفعت عقود الناسداك 100 بنسبة 0.4% لتصل إلى مستويات 1826.25 نقطة.
هذا وقد ارتفع الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية، ليرتفع مؤشر الدولار والذي يقيس أداء الدولار مقابل ست عملات رئيسية بما فيها اليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني، ويتداول حالياً عند مستويات 80.527 محققا أعلى مستوى له خلال اليوم عند 80.651 منذ افتتاح تداولاته عند مستويات 80.435 ومحققا أدنى مستوى له خلال اليوم عند 80.428.
وفي النهاية عزيزي القارئ وعلى الرغم من ارتفاع الدولار الأمريكي -والذي عادة يسير عكس اتجاه السلع الأساسية- فقد ارتفع كل من الذهب والنفط وسط ارتفاع المعادن الأخرى، حيث يتداول الذهب في الوقت الحالي عند 1120.56 دولار أمريكي للأونصة، بالمقارنة مع مستويات الافتتاح عند 1115.25 دولار أمريكي للأونصة، بينما يقف سعر النفط في الوقت الحالي عند 79.77 دولار أمريكي للبرميل، حيث كان قد بدء تداولاته اليوم عند مستويات 78.32 دولار أمريكي للبرميل.