فيينا، 5 مارس/آذار (إفي):قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو إن الوكالة لا تزال تشعر بقلق كبير تجاه الأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني.
وأوضح امانو، في الكلمة التي ألقاها في افتتاح اجتماع محافظي الوكالة اليوم في فيينا، أنه إزاء امتناع طهران عن التعاون من الوكالة فإنه من يصعب التحقق من طبيعة الانشطة النووية غير المعلنة للجمهورية الاسلامية.
وبدأ مجلس محافظي الوكالة اليوم سلسلة اجتماعات من المقرر أن تستغرق أسبوعا يتصدر أجندتها ملف إيران النووي، إلى جانب ملفي كوريا الشمالية وسوريا.
وتأتي تصريحات أمانو قبل ساعات من الاجتماع المقرر بين الرئيس الامريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي صعدت بلاده خلال الفترة الاخيرة من تهديداتها تجاه طهران.
وقال المسئول الدولي في الكلمة التي ألقاها أمام سفراء الدول الـ35 الاعضاء في مجلس المحافظين ان يعثتين رفيعتي المستوى من مفتشي الوكالة قامتا بزيارة طهران خلال الاسابيع الاخيرة دون ان تتمكنا من التوصل لإجابات حول العديد من المسائل العالقة الخاصة ببرنامج إيران النووي.
وأضاف "رغم المفاوضات المكثفة فإنه لم يتم التوصل لاتفاق حول آلية لحل هذه المشكلات".
وكان مفتشو الوكالة قد حاولوا في مهمتهم قبل أسبوعين استجلاء العديد من الشكوك حول هذا البرنامج، وخاصة فيما يتعلق بأبعاده العسكرية المحتملة، إلا أنهم أعلنوا عدم حصولهم على أي تعاون من جانب طهران، ما دفع دبلوماسيين غربيين للتصريح لـ(إفي) بأن ما حدث بعد ضربة قوية من جانب النظام الإيراني للوكالة الدولية.
وأبدى الدبلوماسيون الغربيون دهشتهم إزاء امتناع إيران عن تقديم أي تنازلات في هذا الشأن بعد ان رفض مسئولوها منح مفتشي الوكالة تصريحا لزيارة قاعدة "بارشين" العسكرية، جنوب شرقي طهران، التي كانت الاقمار الصناعية قد التقطت صورا تفيد بوجود أنشطة مثيرة للشكوك فيها.
وسيبحث الاجتماع التقرير الذي أعده المفتشون حول هذه الزيارة، والذي أعادوا التأكيد فيه على المخاوف إزاء عمليات تخصيب اليورانيوم التي تقوم بها الجمهورية الاسلامية.
وفي هذا الصدد، أبرز أمانو أن إيران ضاعفت لثلاث مرات انتاجها الشهري من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% كما انها قامت بتركيب 2460 من أجهزة الطرد المركزي في مقاعل ناطنز بوسط البلاد.
وتقول إيران إنها تسعى للحصول على اليورانيوم المخصب بنسبة 20% من اجل توفير علاج للسرطان، فيما تعتقد الدول الغربية أن هذه العملية، التي تضاعفت ثلاث مرات خلال الفترة الأخيرة، هي خطوة في اتجاه الحصول على سلاح نووي.
وأوضح الدبلوماسي الياباني إن إيران قد عرضت تقديم توضيح حول النقاط التي وردت في التقرير الذي أصدرته الوكالة في نوفمبر/تشرين ثان الماضي، إلا أن الخطاب الذي تلقاه منها بعد ذلك لم يجب بشكل مرض عن الكثير من مخاوف المجتمع الدولي.
وأكد أن هدف الوكالة الاساسي يتمثل في حل كافة النقاط العالقة، وخاصة تلك المتعلقة بالابعاد العسكرية المحتملة لنووي طهران، مشيرا إلى أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تؤدي إلى بناء الثقة.(إفي)