باريس، 21 أكتوبر/تشرين (إفي): اعتبرت فرنسا مرة أخرى أن إخضاع عشرات الملايين من الاتصالات الواردة من البلاد تحت وطأة التجسس الأمريكي، أمر "غير مقبول تماما" وعليه طالبت حكومة واشنطن "برد ملموس" وسريع يبرهن على انتهاء تلك الممارسات.
وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية، حيث كان تشارلز ريفيكين سفير الولايات المتحدة لدى فرنسا يقدم بعض التوضيحات تجاه معلومات التجسس الأخيرة: "لقد طلبنا الحصول على رد ملموس في أقرب وقت ممكن".
وتم استدعاء السفير الأمريكي بعدما نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية بعض وثائق وكالة الأمن القومي، التي تشير إلى أن الولايات المتحدة قد قامت بالتجسس على نحو 70.3 مليون اتصال من فرنسا في غضون 30 يوما بين أواخر عام 2012 وأوائل عام 2013.
ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مع نظيره الأمريكي جون كيري غدا الثلاثاء للتطرق إلى هذا الموضوع فضلا عن تناول موضوعات أخرى مثل الأزمة السورية وبعض الشئون الإقليمية.
وذكرت فرنسا بموقفها حينما تم الكشف عن برامج التجسس الأمريكية الضخمة، واقترحت على الاتحاد الأوروبي إدخال فصل عن حماية المعلومات الشخصية في مفاوضات التجارة المفتوحة مع الولايات المتحدة.
وأشارت حكومة باريس إلى أن المجلس الأوروبي سيكرس جانبا من أجندته يومي الخميس والجمعة المقبلين لتناول موضوع الاقتصاد الرقمي، الذي يتطلب نجاحه ضمان الحفاظ على المعلومات الشخصية.
وبحسب "لوموند"، تم التجسس على بعض الشخصيات السياسية أيضا وفقا للوثائق التي سربها المعاون السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي إدوارد سنودين في يونيو/حزيران الماضي، حيث تؤكد دخول الوكالة ومكتب التحقيقات الفيدرالي على ملايين الأرقام الهاتفية منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
وتستند عملية التجسس إلى فكرة التسجيل التلقائي للمحادثات أو الرسائل عند تنشيط رقم هاتف معين من قائمة مختارة.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن فرنسا لم تكن الوحيدة التي خضعت لوطأة التجسس الأمريكي فهناك بعض الدول الأوروبية الأخرى مثل ألمانيا وبريطانيا. (إفي)