Investing.com - عادة ما تنتظر الأسواق بيانات الاحتياطي الفيدرالي ليبدأ التحرك، ولكن اليوم كسر الذهب هذه القاعدة لينطلق السعر بقوة فوق مستوى 1,800 دولار للأوقية، وغرد ستيفين هينرش مازحًا:
"من سرب اجتماع الفيدرالي."
وبينما ارتفع الذهب حافظ مؤشر الدولار على تقدمه، بينما تراجعت عوائد السندات.
وتشير البيانات الأولية إلى إبقاء معدل الفائدة بين الصفر% و0.25%، ويستمر برنامج شراء السندات بـ 120 مليار دولار شهريًا وتوضح بأنه يمكن إدخال تعديلات على السياسة النقدية في الشهور المقبلة.
ولكن يتفق صانعو السياسة النقدية على أن العتبة الدالة على وجوب تشديد السياسة النقدية وتقليص برامج المشتريات لم يستطع الاقتصاد الوصول لها بعد، ولكن يتوقعون بأن الأحوال التي تهيأ الفيدرالي للتشديد التدريجي تتحسن على خلفية التحسن الاقتصادي.
أصدرت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة محضر اجتماعها الذي دار في 15-16 يونيو منذ دقائق، ولم تضم النسخة المختصرة منه الكثير من التفاصيل أو القرائن الجديدة التي تكشف عن نوايا الفيدرالي في الفترة القادمة.
ويذكر أن الفيدرالي كان قد أصدر قراره في الشهر الماضي بالحفاظ على أسعار الفائدة بالقرب من الصفر، مع إشارة باحتمالية تعديل السياسة في الأشهر المقبلة.
حافظ المشرعون النقديون في الاحتياطي الفيدرالي على سعرها المعياري ثابتًا في نطاق يتراوح بين 0٪ و0.25٪. كان ذلك متفقًا مع توقعات السوق.
وأشار رئيس مجلس إدارة الفيدرالي، جيروم باول، في مؤتمره الصحفي بعد الاجتماع أن أعضاء اللجنة قد تناقشوا حول تقليل وتيرة شراء السندات التي يقوم بها البنك المركزي كل شهر.
وينفق بنك الاحتياطي الفيدرالي ما لا يقل عن 80 مليار دولار لشراء سندات الخزانة و40 مليار دولار لشراء الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري.
في الأسابيع التي تلت الاجتماع ، قال العديد من المسؤولين إنهم يعتقدون أن الوقت قد حان للعمل على عملية تقليص هذه المشتريات والقضاء عليها في النهاية - "تشديد السياسة النقدية" ، بلغة بنك الاحتياطي الفيدرالي.
ويورد المحضر: "لم يصل التعافي الاقتصادي لمعايير اللجنة بعد، على الرغم من أن بعض المشاركين يتوقعون استمرار التقدم." "يذكر كثير من المشاركين توقعهم ببداية تقليص وتيرة المشتريات قبل المتوقع في اجتماعات سابقة، في ضوء البيانات الأخيرة."
ويبدو أن تعافي سو العمل هو المعيار النهائي بالنسبة للفيدرالي، فيتوقع رئيس الفيدرالي باول، في أحاديث سابقة تعافي سوق العمل فور تلاشي مشكلات الإمداد.
وقال باول: "أثق بأنه، وكما هو واضح، بقوة سوق العمل." "أتوقع أن نرى قدرة متزايدة للاقتصاد على خلق الوظائف خلال الصيف، وبداية الخريف."
وتظل الصورة غامضة حتى اجتماع سبتمبر المقبل، بينما يتوقع بعض المشاركين في وول ستريت بأن التشديد أقرب من المعتقد.
وتقول الاقتصادية من مورجان ستانلي، إيلين زنتنر: "نتوقع أن يوضح الفيدرالي المسار المستقبلي في شهر سبتمبر، عندما يعلن عن تشديد السياسة النقدية بنهاية الربع الأول من 2022، وهو ربع واحد قبل التوقعات." "وهناك حالة من عدم اليقين تلف وجهة النظر هذه، بالنظر إلى سرعة تعافي سوق العمل، وبالتالي أرى بأن التشديد سيكون عاجلًا وليس آجلًا."
التداعيات على سعر الذهب:
يستمر الذهب إلى الآن في مساره الصاعد، مع إبقاء الفيدرالي على سياسات التشديد النقدي المتوقع لها أن ترفع التضخم بقوة. ويعتمد استمرار قوة الذهب في ظل استقرار الفيدرالي على عاملين هما:
1- قوة مؤشر الدولار
2- عوائد سندات الخزانة الأمريكية
فكلما استمر هبوط عوائد السندات، يستمر الارتفاع في سعر الذهب في ضوء التضخم القوي المتوقع أن يسجله الاقتصاد قبل بداية تشديد السياسة النقدية.
ويستمر الدعم القوي للذهب على خلفية تخلي روسيا بالكامل عن الدولار الأمريكي، فالاحتياطي الروسي من الدولار وصل للصفر، فيما زاد البنك المركزي من حيازات الذهب وكذلك اليورو.
وأشار تقرير من كارين جونز، وفريقها، من كوميرز بنك، إلى تفاؤل البنك بالنسبة للذهب. وأشاروا: "بدأ الذهب التعافي عند خط الاتجاه الصاعد لعامي 2019-2020، عند سعر 1.735 دولار للأوقية، ليبقى تحيزنا إيجابي."
وتضيف المذكرة: "ارتد الذهب من 1,739 دولار للأوقية. وفوق هذا المستوى نستعيد إيجابيتنا للذهب على المدى الطويل، ويواجه الذهب أول المقاومات الحقيقية عند 1.829 دولار للأوقية، عند المتوسط المتحرك لـ 200 يوم، وانخفاض الرابع من يونيو عند 1,857.25 دولار للأوقية."
و يتوقع الفريق البحثي استهداف الذهب مستويات 1,959 و1,965 دولار للأوقية.
تحليل الذهب: