من أورهان جوشكون
أنقرة (رويترز) - قال مصدران مطلعان يوم الخميس إن تركيا تتوقع أن تستثمر الإمارات والسعودية في قطاعي الطاقة والدفاع بها، وذلك بعد أن أجرى مسؤولون اقتصاديون أتراك كبار مفاوضات في أبوظبي.
وسافر نائب الرئيس التركي جودت يلماز ووزير المالية محمد شيمشك إلى الإمارات يوم الأربعاء لإجراء مناقشات قبيل زيارة محتملة للرئيس رجب طيب أردوغان.
وبعد إعادة انتخابه الشهر الماضي، عين الرئيس التركي يلماز وشيمشك في مجلس الوزراء في إشارة إلى عدوله عن سياسة اقتصادية غير تقليدية استمرت لسنوات وأدت إلى زيادة التضخم وانخفاض قيمة الليرة واستنزاف الاحتياطي من النقد الأجنبي.
وتبذل أنقرة جهودا دبلوماسية منذ عام 2021 لإصلاح العلاقات المتوترة مع السعودية والإمارات. وساعدت الاستثمارات والتمويل من الخليج في تخفيف الضغط على اقتصاد تركيا المتعثر واحتياطي العملة الصعبة.
وذكر المصدران أنه مع انتهاء الانتخابات الآن، يناقش المسؤولون الخليجيون الاستثمار مباشرة في قطاعي الطاقة والدفاع. ولم يتضح بعد وضع أي اتفاقيات أو حجمها أو إطارها الزمني.
وقال أحدهما "من المتوقع أن تتدفق الأموال في الفترة المقبلة، خاصة من منطقة الخليج. أجروا بعض الاتصالات رفيعة المستوى في تركيا. سيكون هناك بعض الاستثمارات المباشرة من السعودية والإمارات".
ولم ترد وزارة المالية التركية أو مكتب أردوغان بعد على طلب من رويترز للتعليق.
وصرحت أنقرة بأن يلماز وشيمشك سيبحثان مع نظيريهما الإماراتيين "فرص التعاون الاقتصادي" وسيلتقيان بالرئيس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وتواجه خطة أردوغان المزمعة بشأن سياسات أكثر تقليدية اختبارا كبيرا يوم الخميس في ظل التوقعات برفع حاد لأسعار الفائدة بعد أن تولت حفيظة غاية أركان منصب محافظ البنك المركزي.
وقال تيم آش من شركة بلوباي لإدارة الأصول "تركيا لديها أصول مثيرة للاهتمام ستود دول الخليج الاستثمار فيها. لكن (عليها) أن تتمتع بحس تجاري... ودون سياسات تقليدية، أعتقد أن دول الخليج ستتراجع".
وبعد خروج المستثمرين الأجانب على مدى سنوات، تأمل الحكومة التركية أن يجذب التحرك نحو سياسات ولوائح السوق الحرة الاستثمار وتدفقات الأموال.
وانخفض صافي الاحتياطي من النقد الأجنبي في البنك المركزي إلى مستوى قياسي بلغ 5.7 مليار دولار الشهر الماضي قبل أن يرتفع هذا الشهر، مما يعكس مدى تكلفة الجهود لتحقيق استقرار الليرة.
وحصلت أنقرة على نحو 28 مليار دولار من صفقات مقايضة بالعملات الأجنبية في السنوات الأخيرة مع دول بينها الإمارات. واستحوذت الشركة العالمية القابضة في أبوظبي عن طريق شركة تابعة لها العام الماضي على حصة نسبتها 50 بالمئة في شركة كاليون إنرجي التركية مقابل 490 مليون دولار.
(إعداد نهى زكريا للنشرة العربية - تحرير محمود سلامة وأيمن سعد مسلم ومحمد محمدين)