Investing.com - تترقب الأسواق صدور بيانات التوظيف الرئيسية الأمريكية لشهر أكتوبر، اليوم الجمعة، الساعة 15:30 بتوقيت السعودية، والتي من المتوقع أن يكون لها تأثير قوي على تحركات الدولار الأمريكي والذهب، بالإضافة إلى تأثيرها القوي المرتقب على أسواق الأسهم وقرار الفيدرالي القادم.
ومن المتوقع أن أصحاب العمل في الولايات المتحدة هذا الشهر قد قاموا بتخفيف وتيرة التوظيف بعد زيادة الرواتب بأكبر معدل منذ بداية هذا العام، وهو ما يتماشى مع السوق القوي للعمل الذي يدعم التوسع الاقتصادي.
اقرأ أيضًا: تقلبات سعرية حادة تضرب سوق الكريبتو.. والبيتكوين تسير على خطى الذهب !
وتشير التوقعات إلى أن البيانات الحكومية سوف تظهر أن عدد الوظائف في أكبر اقتصاد في العالم قد زاد بنحو 180 ألف وظيفة في أكتوبر، وهو نمو قوي يأتي بعد تقدم كبير في الأشهر الثلاثة السابقة.
يُتوقع أيضاً أن ترتفع الأجور في الساعة بوتيرة أبطأ سنوياً منذ أكثر من عامين، وهو ما يعكس بعض زيادة المشاركة في القوى العاملة. وتساعد هذه المكاسب المعتدلة في الأجور في توضيح سبب إبقاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي بالبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير مرة أخرى خلال اجتماعهم الذي عقد هذا الأسبوع.
لعبت سوق العمل المرن دورًا فعّالا في الحفاظ على إنفاق المستهلكين وتعزيز نمو الاقتصاد مع تراجع الضغوط التضخمية تدريجيًا. حيث يُعتبر التوظيف المستمر أحد العوامل التي تجعل الاقتصاديين يتفاؤلون أكثر بشأن الآفاق الاقتصادية، إذ تراجعت احتمالات الركود منذ شهر يونيو.
اقرأ أيضًا: بيانات التضخم التركية تخالف التوقعات.. ما زال بالقرب من مستويات قياسية
وفي غضون ذلك، يعتقد محللو "بلومبرغ إيكونوميكس" أن نمو الأجور يمثل إشارة دقيقة لظروف سوق العمل. ومن المحتمل أن يكون هناك تباطؤ في ومتوسط الأجور في الساعة.
ومن المفترض أن يعطي هذا الاتجاه الفيدرالي غطاءً للحفاظ على أسعار الفائدة في حالة التوقف المؤقت. ولكن إذا كشفت هذه المؤشرات عن تدهور سريع في ظروف سوق العمل الأساسية، فإن ذلك قد يثير مخاوف جديدة لصانعي السياسات النقدية.
وفيما يلي نظرة على البيانات المنتظرة وكيف تؤثر على تداولات الدولار والذهب.
بيانات سوق العمل الصادرة هذا الأسبوع
في الأيام الأخيرة، صدرت بيانات اقتصادية متضاربة بشأن سوق العمل تشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي يتجه نحو الركود والتباطؤ تارة، وبيانات أخرى تشير إلى أن الاقتصاد ما زال بصحة جيدة. حيث إن سيناريو تباطؤ الاقتصاد يدعم ارتفاع الذهب من ناحية وهبوط الدولار من ناحية أخرى، لأن الركود سوف يدفع الفيدرالي لإنهاء دورة تشديد السياسة النقدية عند المستويات الحالية. والعكس صحيح في السيناريو الآخر الذي يكون فيه الاقتصاد قويًا، وبالتالي فهذا يدعم صعود الدولار في مواجهة الذهب.
وتتوقع الأسواق على نطاق واسع تباطؤ وتيرة إضافة الوظائف اليوم، حيث يُتوقع إضافة 180 ألف وظيفة بالقطاع الخاص، مقابل 336 ألف وظيفة بالقراءة السابقة. وبالتالي إذا ما جاءت البيانات وفق هذه التوقعات فمن المتوقع أن يرتفع الذهب ويتراجع الدولار.
وتراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات عن ذروة 16 عاما وكذلك الدولار الأمريكي، حيث يتجهان لتحقيق خسائر أسبوعية.
وعلى صعيد بيانات سوق العمل، كشف تقرير وزارة العمل الأمريكية أمس، أن إعانات البطالة سجلت 217 ألف طلب، فيما كانت تشير التوقعات إلى تسجيل 210 ألف طلب. بيد أنها قد سجلت 212 ألفًا بقراءة الأسبوع الماضي بعد تعديل القراءة.
وتسارع متوسط عدد طلبات إعانة البطالة في الأربعة أسابيع الماضية (وهو المعيار الأكثر دقة لقياس أداء سوق العمل) ليصل إلى 210 ألف طلب، من متوسط الأسبوع السابق المعدل البالغ 208 ألف طلب.
وفي الوقت نفسه، كشف تقرير تقرير التوظيف الصادر عن ADP بأن الاقتصاد أضاف 113 ألف وظيفة فقط عن شهر أكتوبر، فيما توقع الخبراء إضافة 150 ألف وظيفة. بينما سجلت قراءة سبتمبر 89 ألف طلب.
أما مؤشر فرص العمل JOLTS، فقد أفاد بأن الاقتصاد الأمريكي وفر الاقتصاد الأمريكي ما يقرب من 9.553 مليون فرصة عمل، فيما توقع الخبراء توفير 9.250 مليون فرصة عمل في شهر سبتمبر. وتم تعديل القراءة السابقة لتُصبح 9.497 مليون فرصة.
اقرأ أيضًا: الذهب يجد صعوبة في جني المكاسب.. وهذا شرط العودة فوق 2000 دولار
سيناريوهات بيانات التوظيف الرئيسية
تشير توقعات الأسواق إلى أن الفائدة المرتفعة ستؤثر سلبيا على بيانات التوظيف الأمريكية المرتقبة، فوفقا للتوقعات، فمن المحتمل أن يضيف الاقتصاد الأمريكي حوالي 180 ألف وظيفة. كما تشير التوقعات إلى نمو الأجور بنسبة 0.3% على أساس شهري، بالإضافة إلى استقرار معدل البطالة عند مستوى 3.8%.
وتتمثل سيناريوهات بيانات سوق التوظيف الأمريكي في، إيجابية البيانات وهو السيناريو الأول، وأن تأتي بأفضل من التوقعات، حيث يضيف الاقتصاد وظائف كثيرة، وتنخفض البطالة بأقل من النسبة المتوقعة وأقل من القراءة السابقة، وتنمو الأجور بوتيرة قوية للغاية، وهذا السيناريو الإيجابي لبيانات سوق العمل قد يقدم دعما قويا لمؤشر الدولار أعلى مستوى 106 نقطة وباتجاه مستوى 107 نقطة، لأن هذا السيناريو سيمنح الفيدرالي الأمريكي مرونة أكبر فيما يتعلق بمواصلة السياسة النقدية المتشددة، وعلى العكس، سيتضرر الذهب من ناحية أخرى.
بينما السيناريو الثاني يتمثل في سلبية بيانات التوظيف الأمريكي وأن يضيف الاقتصاد وظائف بأقل من المتوقع وأن ترتفع البطالة أعلى من المتوقع، وعلى هذا النحو، فقد يواصل الدولار تراجعاته أدنى مستوى 106 نقطة، وذلك لأن هذا السيناريو سيحفز الفيدرالي على إنهاء دورة التشديد النقدي، وهذا سيكون له تأثير سلبي على الدولار وإيجابي على الذهب. إذ من المقرر أن يدفع هذا السيناريو أسعار الذهب فوق مستوى الـ 2000 دولار للأوقية.
وقال مات سيمبسون، كبير محللي سيتي إندكس، إن تقرير الوظائف يحتاج إلى تقديم بعض الأرقام الضعيفة بشكل ملحوظ للضغط بشكل أكبر على عوائد سندات الخزانة مما سيدفع أسعار الذهب فوق مستوى 2000 دولار للأونصة.
اقرأ أيضًا: صعود الذهب لن يتوقف رغم تشدد الفيدرالي.. وحركة الأسعار تعتمد على هذا الأمر!