الجزائر، 23 فبراير/شباط (إفي): أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية اليوم استدعاء سفيرها في باماكو للتشاور على خلفية إطلاق السلطات المالية سراح أربعة متشددين إسلاميين، خشية تنفيذ تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لتهديداته بإعدام الرهينة الفرنسي بيير كامات، ما لم يفرج عن أعضائه السجناء.
وأشارت الخارجية، في بيان صادر عنها اليوم: "عقب قرار السلطات المالية بإطلاق سراح أربعة إرهابيين كانوا في قبضتها، بعد خضوعهم لمحاكمة مزيفة، والادعاء بأنهم قد قضوا مدة العقوبة خلال فترة المحاكمة، فقد قررت الحكومة الجزائرية استدعاء سفيرها في باماكو للتشاور".
وأعربت الحكومة الجزائرية عن إدانتها لهذا الموقف الذي وصفته بـ"غير الودي" للحكومة المالية، والتي تتهمها بـ"عدم احترام" الاتفاقية الثنائية للتعاون القضائي، والذي وقعت عليه الدولتان، وذلك بعد أن طالبت الجزائر باماكو سبتمبر/أيلول الماضي بتسليم اثنين من الناشطين الجزائريين المحتجزين في مالي، والمطلوبين "أمام القضاء الجزائري لضلوعهم في أعمال إرهابية"، وتجديد الطلب الشهر الجاري.
وأضافت الخارجية: "تشدد الحكومة الجزائرية على أن قرار مالي يمثل انتهاكا للقرارات الصادرة بهذا الشأن عن مجلس الأمن الدولي، والتعهدات الثنائية والإقليمية والدولية في مكافحة الإرهاب"، مشيرة الى أن الإفراج عن إرهابيين يمثل "خطرا على أمن واستقرار المنطقة، وتخدم مصالح التنظيم الإرهابي الذي ينشط بالمنطقة".
وتضم قائمة الإسلاميين الذين تم الإفراج عنهم جزائريين وموريتاني وبوركيني، وقد تم الحكم عليهم بالحبس تسعة أشهر وهي فترة احتسبت من فترة احتجازهم الاحترازي قيد التحقيقات بعد أن تم القبض عليهم في أبريل/نيسان عام 2009 بتهمة قتل كولونيل بالجيش في منزله بتمبكتو وحمل أسلحة وذخيرة غير مصرح بها.
يذكر أن "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" أعلن مسئوليته عن خطف كامات (61 عاما) وثلاثة متطوعين إسبان في عمليتين منفصلتين، الأولى بمالي في 26 نوفمبر/تشرين ثان الماضي، والثانية بموريتانيا في 29 من الشهر نفسه.(إفي)