مدريد، 24 يونيو/حزيران (إفي): بعد نجاح "هجومه" على السياسة الإسبانية وتحوله لثالث قوة حزبية، يخوض بابلو إجليسياس الانتخابات المقبلة في البلاد مدعوما بتحالف كبير يحمل اسم "أونيدوس بوديموس" أو (متحدون نستطيع) الذي يتوقع له أن يتفوق على الاشتراكيين ويكون بديلا للحزب الشعبي الحاكم.
وسيعزز هذا الاحتمال، الذي تشير إليه كافة استطلاعات الرأي، صورة الحزب الصاعد (بوديموس) الذي تأسس على يد مواطنين ليس لهم علاقة بالسياسة ونال خمسة مقاعد في البرلمان الأوروبي عام 2014 بهدف إعادة الحياة للديمقراطية والقضاء على "النخبة السياسية".
كان إجليسياس قد كسر الصورة النمطية للسياسي الإسباني، ورغم أنه تخلى عن القرط في حاجب عينه، لكنه حافظ على قصة شعره والبنطال العصري والقميص، ونادرا ما شوهد بربطة عنق، كما أنه يبتاع ملابسه من سلسلة متاجر مجمعة (هايبرماركت).
متحدث لبق ويتمتع بحضور طاغ على التلفاز، طرح إجليسياس نفسه للجمهور في 2013 كمعلق سياسي في البرامج التلفزيونية بخطاب وآراء لاذعة ربطها بالإحباط الاجتماعي الناجم عن الأزمة الاقتصادية وسياسات التقشف.
ورغم هذا الربط، يشعر إجليسياس بسوء معاملته من قبل وسائل الإعلام، بل ودفع تكلفة تلاسنه مع المهنيين في هذا القطاع باهظة، الأمر الذي اضطر للاعتذار عنه.
ينحدر إجليسياس من عائلة يسارية ذات باع طويل في أروقة السياسة، ودرس القانون في إحدى جامعات مدريد حيث حظى بمقعد كمدرس في العلوم السياسية بعد حصوله على شهادة الدكتوراة برسالة عن العصيان المدني.
ورغم ابتعاده دائما عن الجدل بين اليسار واليمين، إلا أن إجليسياس انخرط في شبابه في صفوف الحزب الشيوعي وشارك في حركات مناهضة العولمة وتظاهرات 15 مايو/آيار 2011 التي احتلت شوارع وميادين إسبانيا للمطالبة بنموذج مختلف للسياسة في إسبانيا وتمخضت عن حزب (بوديموس).
وظهر زعيم الحزب زي الشعار المميز بخلفية أرجوانية اللون، والذي يعترف بأن الغرور ضمن أخطائه، في مواقف عفوية أشهرها حين أهدى العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس المواسم الأربعة الأولى من مسلسل (لعبة العروش)، بهدف إيصال بعض النقاط لملك إسبانيا "لفهم طبيعة الأزمة السياسية" في البلاد.
ويبدو أن الأعوام كان لها تأثير على جموح إجليسياس، حيث بات يهتم أكثر بحركاته وأصبحت نبرة حديثه أكثر ودية، فضلا عن مد اليد للاشتراكيين لتشكيل حكومة. (إفي)
ث س ر - ع ل/ع ف/ أ ح