سيول، 9 فبراير/شباط (إفي): فشلت أولى محاولات نزع فتيل التوتر في شبه الجزيرة الكورية اليوم بانتهاء أول اجتماع عسكري بين الكوريتين منذ قصف جزيرة يونبيونج في نوفمبر/تشرين ثان الماضي دون التوصل لاتفاق.
وبعد أربعة ساعات من المفاوضات التي تجري لليوم الثاني على التوالي، لم يتمكن الكولونيل الكوري الجنوبي مون سانج هوان ونظيره الكوري الشمالي ري سون كوون، من التوصل إلى مضمون جدول أعمال وتاريخ ومكان انعقاد الاجتماع المستقبلي بين وزيري الدفاع في شبه الجزيرة.
وقال كيم مين-سوك المتحدث باسم وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية إن "المحادثات لم تنجح في تقليص الخلافات بشأن أجندة الاجتماع رفيع المستوي".
ولا يزال غرق سفينة "تشيونان" الكورية الجنوبية في مارس/آذار الماضي إلى جانب قصف جزيرة يونبيونج من جانب كوريا الشمالية يتسبب في خلافات كبيرة بين البلدين.
وكانت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية قد شددت على أن اجتماع وزيري دفاع البلدين لن يكون ممكنا في حالة عدم قيام جارتها الشمالية بتقديم اعتذار وإعلان مسئوليتها عن الهجوم الذي وقع على الجزيرة إلى جانب إغراق سفينة تشيونان التي راح ضحيتها 46 من أفراد طاقمها.
ومن جانبها، أوضحت كوريا الشمالية أن الهجوم على الجزيرة، الذي راح ضحيته أربعة أشخاص، وقع بسبب المناورات البحرية التي قامت بها جارتها الجنوبية بالمنطقة المجاورة.
ورفعت هاتان الواقعتان حدة التوتر في منطقة البحر الأصفر لأقصى درجاتها منذ الحرب الكورية في خمسينيات القرن الماضي، وتبعها بطبيعة الحال تدهور شديد في العلاقات بين البلدين وبالتبعية تراجع المشروعات المشتركة بينهما.
ومن المرجح أن يكون هذان الشرطان السبب وراء فشل المفاوضات بين القادة العسكريين من أجل الإعداد لاجتماع على مستوى وزيري الدفاع في شبه الجزيرة.
وعلى الرغم من ذلك، وافقت كوريا الجنوبية اليوم، مع وجود بعض التحفظات، على عقد اجتماع بين ممثلي الصليب الأحمر في كلا البلدين للنظر في قضايا لم شمل الأسر التي فرقتها الحرب التي شهدتها شبه الجزيرة (1950-1953)، رغم أن فشل المحادثات العسكرية من الممكن أن يقوض هذا التقارب.
جدير بالذكر أن الزعيم الكوري الشمالي كيم يونج إيل يلجأ منذ تسلم السلطة عام 1994 إلى الاستفزازات التي يأتي في مقدمتها التجارب الصاروخية والنووية التي يسعى لاستخدامها كورقة مساومة في المفاوضات، رغم أن سيول وواشنطن أكدت عدم رغبتهما في خوض هذه اللعبة.
واقترحت كوريا الشمالية عدة مرات منذ مطلع العام الجاري إجراء جولات حوار مع جارتها الجنوبية لتحسين العلاقات، خاصة من أجل تعزيز المشروعات الاقتصادية مثل مجمع كايسونج الصناعى أو قطاع السياحة في جبل كومكانج، بالإضافة إلى استئناف المساعدات الإنسانية التي كانت تستقبلها بيونج يانج من سيول وواشنطن. (إفي)