لا يزال الاقتصاد الأمريكي يسير على خطى التعافي التدريجية من الأزمة المالية الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، مشيرين إلى أن تقرير الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي صدر اليوم مغطيا القراءة النهائية للربع الرابع من العام الماضي ليظهر نمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 3.1% أي بأفضل من القراءة السابقة والمتوقعة، الأمر الذي حفّز من آمال المستثمرين.
ولكن لابد لنا من الإشارة إلى أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال يظهر نمو ولكن كما أشار الفدرالي الأمريكي، حيث أنه أكد مرارا وتكرارا بأن الاقتصاد الأمريكي سيواصل نموه ضمن وتيرة معتدلة وتدريجية، منوّهين عزيزي القارئ بأن الفدرالي الأمريكي أشار في آخر اجتماع له بأن النمو سيأخذ منحى أكثر قوة ولكن بشكل نسبي، حيث أن الأوضاع لا تزال ضعيفة نوعا ما.
حيث ان الاقتصاد الأمريكي نما خلال الربع الرابع بنسبة 3.1% مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 2.8% و بأفضل من التوقعات التي بلغت 2.8%، في حين ارتفعت القراءة النهائية للناتج المحلي المقاس بالأسعار بنسبة 0.4% بتطابق مع التوقعات والقراءة السابقة.
وعلى صعيد آخر فقد صدرت أيضا القراءة النهائية للإنفاق الشخصي الأمريكي عن الربع الرابع مرتفعة بنسبة 4.0% مقارنة بالقراءة السابقة والتوقعات التي بلغت 4.1%، في حين ارتفعت نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري خلال الربع نفسه بنسبة 0.4% مقارنة بالقراءة السابقة و التوقعات عند 0.5%.
وأظهرت المؤشرات الفرعية أن اجمالي الاستثمارات المحلية قلّصت انخفاضها لتنخفض بنسبة -18.7% مقابل -22.1% ليساهم بحذف بنسبة 2.61% من نمو الاقتصاد الأمريكي، أما بالنسبة للصادرات فقد ارتفعت بنسبة 8.6% مقابل 9.6%، أما الواردات فقد انخفضت بنسبة -12.6% مقابل -12.4% لتضيف صافي الصادرات إلى النمو 3.27% إنما دعمت الواردات نمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 2.21%، أما الإنفاق الحكومي انخفض بنسبة -1.7% ليحذف 0.34% من النمو، إلا أن قطاع المنازل الأمريكي واصل دعمه للنمو ليضيف 0.07% للنمو خلال الربع الرابع من العام 2010.
واضعين بعين الاعتبار أن الاقتصاد الأمريكي أشار مؤخرا الكثير من بوادر التحسن التدريجي ولكن كما أشرنا أعلاه فإن الأوضاع لا تزال ضعيفة وذلك وسط معدلات البطالة المرتفعة وأوضاع التشديد الائتماني بالإضافة إلى ارتفاع قيم حبس الرهن العقاري.
ويجب أن لا ننسى أيضا بأن الثقة لا تزال أيضا ضعيفة على مستوى عالمي خلال هذه الفترة، وذلك وسط الأزمات السياسية التي تتوالى عن المنطقة العربية، مشيرين إلى أن تلك الأزمات أسهمت في ارتفاع أسعار النفط الخام إلى فوق مستويات 105 دولار للبرميل، ناهيك عن ارتفاع أسعار الذهب أيضا باعتباره الملاذ الآمن في مثل هذه الحالات إلى مستويات قياسية جديدة أمس الخميس.
مشيرين إلى أن الاقتصاد الأمريكي سيواصل سيره نحو التعافي من الأزمة خلال الفترة القادمة من هذا العام أو حتى العام القادم وذلك للوصول إلى مرحلة الاستقرار، الأمر الذي يشير بأن الاقتصاد قد يبقى في مرحلة ضعف نسبي، حيث أن التوقعات تشير بأن الاقتصاد الأمريكي قد يصل إلى الاستقرار الجزئي مع نهاية العام 2011 أو خلال العام 2012...