ها هو الاقتصاد الأمريكي يهل علينا بيوم جديد، وسط قيام المستثمرين حول العالم بموجة جني للأرباح، لتتحدد اتجاهات جديدة لتحركات الأسواق بسبب البيانات المختلطة والتي من المتوقع أن تظهر في تقرير مخزونات الجملة الوذي سيصدر عن الاقتصاد الأمريكي في وقت لاحق اليوم، هذا إلى جانب صدور بيانات مختلطة عن القارة الأوروبية مما أثر على العملات، ليكتسب الدولار الأمريكي المزيد من القوة على الرسم البياني اليومي مقابل معظم العملات الرئيسية، في حين تراجع الجنيه الاسترليني عقب صدور تقرير الانتاج الصناعي.
وفي الوقت الحالي فمؤشرات الأسهم الأوروبية تسجل أرباحاً طفيفة على الرسم البياني اليومي، عقب الانخفاض الذي شهدته في وقت سابق اليوم، في حين تشير التوقعات إلى أن الوول ستريت ستسجل انخفاضاً بحلول افتتاح جلسة تداولات اليوم، حيث تقف العقود الآجلة للمؤشرات الأمريكية دون تغيير، لنشهد انخفاض مؤشر الداو جونز الصناعي في تعاملاته الآجلة بنقتطين ليصل إلى 10562 في حين انخفض مؤشر S&P 500 في تعاملاته الآجلة ليصل إلى 1139.80 وبأدنى من مستويات الإغلاق يوم أمس بحوالي 0.7 نقطة.
وعلى الرغم من التأرجح الذي شهدناه، إلا أن بعض الأسهم الأمريكية نجحت في الارتفاع عقب الأخبار الجيدة، لينجح سهم Citigroup Inc من الارتفاع (NYSE:C) بنسبة 1.8% عقب صدور تصريحات عن البنك تشير إلى أن البنك يعتزم بيع أوراق مالية تدعى "Trust preferred securities" وهي تجمع بين خصائص السندات والأسهم الممتازة في سبيل رفع رأس المال عقب تسديد أموال الإنقاذ والتي منحتها الحكومة الأمريكية للبنك في ذروة الأزمة، حيث تضمن الخطة إصدار أوراق مالية بأكثر من 2.0 مليار دولار.
وقد أعلن البنك عن خسائر بلغت 7.6 مليار دولار في الربع الرابع من العام 2009 عقب تسديد حوالي 20.0 مليار دولار أمريكي من الأوراق المالية في إطار برنامج إغاثة الأصول المتعثرة "TARP" والذي أصدرته الحكومة الأمريكية لمساعدة الأسواق المالية لتسهيل شروط الائتمان في الولايات المتحدة، هذا إلى جانب تحقيق النمو الاقتصادي وتعزيزه، بالإضافة إلى مساعدة المؤسسات المالية وتمكينها من النجاة من تبعات أسوأ أزمة مالية منذ الحرب العالمية الثانية، في حين يشير التحسن في الأوضاع الاقتصادية إلى تحسن السيولة المالية في الاقتصاد، ومع إصدار بنك سيتي جروب لتلك الأوراق المالية، فلا بد لذلك أن يساعد البنك على النجاة إلى جانب مساعدة الاقتصاد الأمريكي.
على أية حال عزيزي القارئ فمن المتوقع أن تظهر البيانات والأخبار الاقتصادية والتي ستصدر اليوم عن الولايات المتحدة ارتفاعاً في مخزونات الجملة خلال شهر كانون الثاني بنسبة 2.0% بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت -0.8% ، حيث ساعد التحسن الطفيف في المخزونات خلال الفترة الماضية الاقتصاد ليصدر الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الرابع من العام 2009 عند 5.7% وليرتفع إلى 5.9%.
ومن المتوقع أن ترتفع مخزونات الجملة بسبب التحسن الذي شهدناه في مبيعات التجزئة خلال الفترة عينها، هذا إلى جانب تحسن معدلات الطلب والإنفاق خلال شهر كانون الثاني، مما قاد المصنعين إلى رفع مخزوناتهم بسبب تحسن معدلات الطلب خلال الفترة الماضية، مما ساعد الاقتصاد الأمريكي على تحقيق نمو قوي.
كما وسيصدر عن الاقتصاد الأمريكي بيانات ميزانية الخزينة في وقت لاحق اليوم، حيث تشير التوقعات إلى توسع العجز ليصل إلى 222.0 مليار دولار خلال شهر شباط، بالمقارنة مع العجز السابق والذي بلغ 193.9 مليار دولار أمريكي خلال شهر تشرين الثاني، حيث يأتي هذا العجز كنتيجة طبيعية لخطط الانقاذ الضخمة والتي قامت بها الحكومة الأمريكية لدعم الأسواق المالية، جنباً إلى جنب مع زيادة الانفاق الحكومي على مشاريع البنية التحتية وغيرها الكثير في سبيل تحفيز النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.
وستشهد تداولات اليوم تقلبات كثيرة، حيث ما زال المستثمرون يبحثون عن اتجاه عام لتحركات الأسواق، في حين لم يؤثر ارتفاع الدولار الأمريكي على أسعار السلع الأساسية على الرغم من وجود علىقة عكسية تربط بين الدولار الأمريكي والسلع الأساسية، حيث ارتفع الذهب اليوم ليصل إلى 1126.70 دولار للأونصة، بالمقارنة مع مستويات الافتتاح والتي بلغت 1121.55 دولار للأونصة، في حين ارتفعت أسعار النفط لتقف حالياً عند 81.81 دولار أمريكي بالمقارنة مع سعر الافتتاح والذي بلغ 81.32 دولار أمريكي للبرميل.