برازيليا، 2 مارس/آذار (إفي): تبدأ وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون غدا زيارتها الرسمية في البرازيل والتي تتضمن أجندة أعمال ممتلئة أبرزها البرنامج النووي الإيراني والوضع في أمريكا اللاتينية ومناقصة لبيع طائرات مقاتلة إلى البرازيل.
وتعد زيارة كلينتون إلى برازيليا هي الأولى منذ توليها المنصب منذ أكثر من 13 شهرا، حيث ستلتقي مع نظيرها البرازيلي سيلسو أموريم وستجتمع مع الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.
وحسب تقرير نشرته وزارة الخارجية الأمريكية فإن البرنامج النووي الإيراني سيكون واحدا من القضايا البارزة التي ستطرحه كلينتون خلال مباحثاتها مع المسئولين البرازيليين، وخاصة بعد توثيق البرازيل لعلاقاتها في الفترة الأخيرة مع الجمهورية الإسلامية.
وتتمتع البرازيل حاليا بالعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي، وترغب الولايات المتحدة بالحصول على دعمها لخططها الرامية إلى فرض عقوبات جديدة على إيران، وهي الخطط التي تحظى حتى الآن بتأييد فرنسا وبريطانيا، ورفض حاسم من جانب الصين.
كما عرض الرئيس البرازيلي العمل كوسيط في منطقة الشرق الأوسط واستقبل في نوفمبر/تشرين ثان الماضي الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، والإيراني محمود أحمدي نجاد، والذي سيقوم بزيارة بلادهم خلال الأسابيع المقبلة.
وتعارضا مع واشنطن تدافع البرازيل عن حق طهران في امتلاك برنامج نووي للأغراض السلمية، وترفض بشكل تام فرض أية عقوبات على الدولة الآسيوية على خلفية برنامجها النووي.
وأبرز أرتورو بالنثويلا، مساعد وزيرة الخارجية لنصف الكرة الغربي، أن كلينتون ستطلب من دا سيلفا الضغط على طهران لكي تلبي التزامات المجتمع الدولي.
وقال أن بلاده تنتظر مساهمة فعالة من جانب برازيليا في هذه القضية.
كما تتضمن أجندة كلينتون الوضع في أمريكا اللاتينية وخاصة في المناطق التي تصفها بالـ"الصراعات" مثل فنزويلا وكوبا وبوليفيا وهندوراس.
وتتعارض وجهات النظر البرازيلية والأمريكية حول وفاة المنشق الكوبي أورلاندو ثاباتا تامايو بعد إضرابه عن الطعام في السجون الكوبية، حيث أعربت واشنطن عن قلقها إزاء وضع حقوق الإنسان في الجزيرة، بينما اكتفى دا سيلفا بالتعبير عن أسفه لوفاة المنشق، ولم يعلق خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الكوبي راؤول كاسترو عندما اتهم واشنطن بأنها السبب وراء وفاته.
كما أشارت مصادر دبلوماسية لـ(إفي) أن كلينتون ستعرب أيضا عن قلق بلادها إزاء طلب قاضي المحكمة الوطنية الإسبانية السلطات الفنزويلية بتوضيح مدى صحة المعلومات التي أفادت بتعاون سلطات فنزويلا لتشكيل تحالف يجمع بين منظمة إيتا وجماعة القوات المسلحة الثورية في كولومبيا (فارك).
ورفض الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز بالمرة طلب قاضي المحكمة الإسبانية إليوي بيلاسكو، وهو ما تريد كلينتون مناقشته مع دا سيلفا باعتباره صديقا لشافيز.
وستدافع كلينتون مع دا سيلفا أيضا عن شرعية رئيس هندوراس المنتخب بورفيريو لوبو، الذي لم تعترف به برازيليا حتى الآن، لاعتبار أن الانتخابات الرئاسية التي أجريت غير شرعية لأنها جاءت بعد انقلاب عسكري أطاح بالرئيس مانويل ثيلايا.
ومن جهة أخرى ستبحث كلينتون خلال اجتماعها بأموريم صفقة الـ36 مقاتلة التي تريد البرازيل شرائها وستدعم عرض شركة بوينج الأمريكية أمام الحكومة البرازيلية والتي تشارك في المناقصة.
ومن المنتظر أن تصل كلينتون فجر غد الأربعاء إلى برازيليا، لكنها ستبدأ أجندتها الرسمية غدا، وبعد ذلك ستنتقل سريعا لساوباولو، حيث ستلقي خطابا بإحدى جامعاتها لصالح السود، وسترحل منها إلى كوستاريكا لاستكمال جولتها اللاتينية التي ستشمل أيضا دول أوروجواي والأرجنتين وتشيلي وتختتم بجواتيمالا.(إفي)