شهدت أول إنتخابات للبرلمان المصرى فى جو تسوده الديمقراطية والحرية بعد القضاء على النظام السابق المتمثل فى الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك إقبالاً كبيراً من المواطنين لما فيه من الإيجابية نحو تحديد مصيرهم السياسى، لأن هذه الدورة من البرلمان مهمة جداً لزيادة مهام ثالث لعضو مجلس الشعب وهو سن دستور جديد للبلاد.
وفى ظل هذا الإقبال المغمور بجو من التفاؤل صعد المؤشر الرئيسى للبورصة المصرية لتسجل ارتفاعاً نسبته أكثر من 5 % في ثاني أيام التصويت في الانتخابات البرلمانية، وتم تعليق التداول لمدة حوالى 30 دقيقة بعدما تجاوز المؤشر تلك النسبة وذلك على حسب قوانين البورصة بتعليق ووقف التداول اذا ما زادت أو اتفعت النسبة عن 5 %.
وبتلك الزيادة فقد عوضت البورصة المصرية الخسارة التى لحقتها خلال الأسيوع المنصرم والتى تقدر بـ 30 مليار جنيه مصرى " أى حوالى 4.9 مليار دولار"، حيث سجلت حوالى 11 مليار جنيه مصرى " أى 1.83 مليار دولار" فى جلستها الصباحية قبل وقف عملية التداول.
وتحدثت مجموعة من الصحف المصرية على هذه الإنتخابات فى عنوانين مدوية نذكر ما قالته صحيف الأخبار هو: "ميلاد مصر الجديدة". وذكرت أيضاً "اليوم الاول للانتخابات: اقبال هائل .. تصويت حر .. اجواء آمنة"، واما صحيفة التحرير فذكرت "يحيا الشعب وشكرا للشهداء"، ومجموعة أخرى من الصحف التى تؤيد حركة الإقبال على الإنتخابات.
ويسعنى أن أقول أن عند اللجان الإنتخابية اختفت جميع أعمال الشغب التى كنا نشهدها فى ظل النظام السابق كأعمال ل العنف وإطلاق النار واستخدام الأسلحة البيضاء لإرهاب الناخبين ومنعهم من الإدلاء بأصواتهم.
والجميل فى ذلك ما قام به الشباب المصرى من دور فعال نحو حراسة صناديق الاقتراع بعد يوم انتخابي طويل أمس، خوفا من سرقتها أو التزوير، وقاموا بالمكوث بياتاً فى ظل جو البرد القارس ولكن كانت أهدافهم أسمى من أن تخيفهم هذا الجو فكلهم ينبض قلوبهم بكلمة يحيا الحرية فى ظل جو ديمقراطى....
فهنيئاً لكى يا مصر بشبابكى الواعى لما فيه مصلحة بلادهم نحو مستقبل أفضل، وكانت الشكاوى قليلة جداُ كلها انحصرت فى تأخر فتح اللجان بسبب تأخر وصول أوراق الاقتراع أو تأخر وصول القضاة نتيجة غزارة الأمطار، إلى جانب التضييق على بعض الناخبين خاصة من السيدات المحجبات والمنقبات أثناء التحقق من هوياتهن، وهذا لا يعكر صفو حركة الإنتخابات النزيهة.
www.nuqudy.com/نقودي.كوم