في ما يتعلق باليونان، فقد انحسرت موجة المخاوف بعض الشيء يوم أمس عقب الإعلان عن التوصل لاتفاق حيال الأزمة اليونانية بين منطقة اليورو وصندوق النقد الدولي لتخفيض ديون اليونان، إلا أن المخاوف عادت اليوم في ظل غياب الإعلان عن أية تفاصيل حول اليونان، مما أثار شكوكاً لدى المستثمرين حيال تطبيق اليونان لما طلب منها من إصلاحات في سبيل الحصول على أموال الإنقاذ الجديدة.
أما في ما يتعلق باليابان، فقد انحسرت موجة توقعات المستثمرين حيال إقرار البنك المركزي الياباني للمزيد من خطط التيسير النقدي، على الرغم من تأكيدات البنك المركزي الياباني مؤخراً على حاجة الاقتصاد الياباني إلى المزيد من اجراءات التيسير النقدي لدعم الاقتصاد، الأمر الذي زاد من حدة المخاوف المتعلقة بنمو الاقتصاد العالمي.
وصولاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فإن مخاوف ما بات يعرف بـ "الجرف المالي" لا تزال تسيطر على المشهد هناك، في الوقت الذي تشهد فيه محادثات الميزانية كثافة حقيقية بين الديمقراطيين والجمهوريين للتوصل إلى اتفاق بشأن الميزانية يجنب البلاد "الجرف المالي" أو الهاوية المالية، وبالتالي الدخول في ركود جديد مطلع العام المقبل.
وبهذا، فقد انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في تعاملاته الآجلة بنسبة 0.2 بالمئة، ليتداول عند مستويات 1394.40 نقطة، (البيانات مسجلة في تمام الساعة 06:13 صباحاً بتوقيت نيويورك)، في حين انخفض مؤشر الداو جونز الصناعي بنسبة 0.1 بالمئة، ليستقر عند مستويات 12844 نقطة، أما مؤشر الناسداك 100 فقد انخفض في تعاملاته الآجلة بنسبة 0.2% ليصل إلى مستويات 2635.00 نقطة.
مع الإشارة إلى أن ابتعاد المستثمرين على المخاطرة في تعاملات اليوم الأربعاء جاء كما أسلفنا نتيجة انتشار حالة المخاوف التي أشرنا إليها أعلاه، في حين من المتوقع أن تستمر هذه الحالة مع افتتاح الجلسة الأمريكية، الأمر الذي سيبعد المستثمرين عن المخاطرة بشكل عام في تعاملات اليوم.
ويعود لنا الاقتصاد الأمريكي اليوم حاملاً في جعبته المزيد من البيانات والأخبار الاقتصادية، وبالتحديد فإن الاقتصاد الأمريكي سيعود لنا اليوم مع تقرير كتاب بيج الأمريكي وبيانات قطاع المنازل، مع العلم بأن تقرير كتاب بيج يعد ملخصاً للأوضاع الإقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويتم إصدار تقرير كتاب بيج الأمريكي عقب محضر اجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة بأسبوعين وبواقع 8 مرات في السنة، من خلال جمع المعلومات من البنوك المدرجة في البنك الفدرالي الأمريكي بالإضافة إلى إجراء مقابلات صحفية مع خبراء ومستشارين اقتصاديين.
ويعد هذا التقرير بمثابة وصف للوضع الإقتصادي السائد في البلاد، حيث يسهم كتاب بيج الأمريكي في توقع ما سيحدث مستقبلاً في الاقتصاد من حيث تحسن الأوضاع مما يؤدي إلى الإبقاء على السياسات الموجودة، أو تغييرها في حال حدوث أي أمر يستدعي ذلك.
يذكر بأن البنك الفدرالي الأمريكي يواصل التأكيد على أن الاقتصاد الأمريكي سينمو بوتيرة معتدلة خلال الفترة القادمة، وسط توقعات ببقاء معدلات البطالة ضمن مستويات 8 و 8.2% خلال هذا العام، في الوقت الذي يؤكد فيه الفدرالي الأمريكي على أن الاقتصاد الأمريكي سينمو بنسبة 1.7 إلى 2.0 بالمئة مع نهاية العام الجاري.
هذ ويحتاج الاقتصاد الأمريكي إلى وقت أطول من المتوقع حتى يتمكن من تعويض 8.5 مليون وظيفة والتي فقدت خلال العامين 2008 و 2009، لتستمر بذلك معدلات البطالة المرتفعة في التأثير بشكل سلبي على مستويات الإنفاق، وبالتالي تدمير أنشطة الاقتصاد الأمريكي، علماً بأن الإنفاق يشكل ثلثي الناتج النحلي الإجمالي في الولايات المتحدة الأمريكية.