مدريد، 24 فبراير/شباط (إفي): حداثة المغرب ونموه المستدام وقربه الثقافي والجغرافي من إسبانيا تجعل منه مقصدا جذابا ليس للشركات الكبرى فقط بل الصغيرة والمتوسطة، التي قد تبدأ في تصدير منتجات لها لا تجد رواجا محليا بسبب الأزمة.
هذا هو رأي أستاذ مبادرات الشركات بمدرسة (ليسي) لدراسة الأعمال، بدرو نوينو لـ(إفي) حيث يعتقد أن قرب المغرب من إسبانيا يعتبر عاملا مهما في الأمر فضلا عن وجود مناخ مستقر يتيح سهولة في حركتي الاستثمار والتجارة.
وصرح نوينو لـ(إفي) "المغرب يعمل بشكل جيد وتم تسهيل الكثير من الإجراءات البيروقراطية، لقد أصبح بلدا أوروبيا في الكثير من النواحي".
وأشار الباحث إلى أنه حينما يوجد نمو وتنمية قوية فإن كل القطاعات تقريبا تقدم مجموعة من الفرص، وأهمها التغذية والغزل والنسيج والكيماويات أو تلك المرتبطة بالعقارات والأجهزة المنزلية والديكور.
وأعد نوينو مؤخرا تقريرا عن الفرص التي تقدمها مقاصد استثمارية مثل المغرب حيث يكشف أنها حتى 2015 ستكون في أفضل وقت لها للاستثمار بفضل الإجراءات الحكومية الحالية لتحديث البلاد والحوافز الضريبية التي تقدم لإنشاء الشركات.
ويرى الباحث أن المغرب يبدو "محصنة" ضد الأزمة الاقتصادية العالمية بمتوسط نمو سنوي يقترب من 5% وتضخم تحت السيطرة أقل من 2% ، وهو الأمر الذي حفز الاستثمار الأجنبي على التضاعف خمس مرات خلال العقد الماضي.
وتراهن الحكومة المغربية بصورة كبيرة على الصناعة، وفي هذا الإطار يأتي مشروع مصنع شركة (رينو) للسيارات الذي افتتح في مدينة طنجة، ولكن لنوينو رأي أخر حيث يرى أن صناعة السيارات في المغرب ليست "ناضجة" بالصورة الكافية، حيث أن أوروبا لا تزال "المقصد الأكثر جاذبية"، بالنسبة للمستثمرين في هذا القطاع.
من ناحيته قال مدير الوكالة المغربية للتنمية والاستثمارات في إسبانيا، عزيز العيوطي لـ(إفي) أن نمو الاقتصاد بشكل ثابت خلال العقد الأخير لم يكن وليد الصدفة، بل إنه مرتبط كثيرا بالاستراتيجية التي بدأها العاهل المغربي محمد السادس منذ أكثر من 12 عاما لدفع البنية التحتية ودعم التعليم وجعل البلاد مكانا مستقرا للاستثمار الأجنبي.
وأبرز عزيز العيوطي أن المغرب لا تقدم فقط فرصا للتنمية في المشروعات المحلية، بل تمثل بوابة لباقي أفريقيا، وهو الأمر الذي استغلته بعض الشركات الإسبانية الموجودة في البلاد البالغ عددها 800 حيث امتدت إلى دول مجاورة مثل تونس والجابون والسنغال.
يشار إلى أن المغرب خلال العامين الماضيين قفزت من المركز الـ27 إلى الثاني عشر في ترتيب المقاصد المفضلة بالنسبة للشركات الإسبانية، كما أصبحت إسبانيا ثاني أكبر مستثمر مباشر هناك، وإن كانت على بعد كبير من فرنسا صاحبة المركز الأول.
وتعاني إسبانيا من أزمة اقتصادية حادة وارتفاع في نسبة البطالة، حيث تسعى الحكومة الحالية برئاسة ماريانو راخوي لفتح سبل جديدة للاستثمار في الخارج بأمريكا اللاتينية والمغرب العربي، وجذب استثمارات داخلية أيضا. (إفي)