مدريد، 14 ديسمبر/كانون أول (إفي): وصف الروائي الإيطالي الشهير أومبرتو إيكو مواطنه ورئيس وزراء بلاده سلفيو برلسكوني بأنه "زومبي (الميت الحي) خطير جدا".
ويتواجد إيكو في إسبانيا حاليا لتقديم آخر أعماله الأدبية (مقبرة براغ) التي واجهت انتقادات عديدة خاصة من قبل الكنيسة والتي تصورها الرواية أنها أمضت القرن التاسع عشر بكامله في حرب صامتة ضد اليهود.
ومن المعروف أن إيكو (78 عاما) دائم الانتقاد لبرلسكوني وسياسته، كما حرص على توجيه نقد غير مباشر للمؤسسة الكنسية من خلال أعماله الأدبية، ومن أبرزها رواية (اسم الوردة) والتي تدين ثراء الكنيسة وتكريسها لفكرة الصرامة والجدية، كغطاء للتستر على ممارسات غير شرعية كثيرة، كما يتضح من الرواية التي تحولت إلى فيلم من بطولة شون كونري وكريستيان سلاتر.
وتتناول رواية الأديب الإيطالي الأخيرة بشكل مكثف أحداث مكائد ودسائس سرية شهدتها سياسة القرن التاسع عشر في إسقاط يربط بينها وبين ما يشهده عالم اليوم.
وتحكي الرواية قصة "مزور عديم الأخلاق تتعاقد معه أجهزة الاستخبارات في نحو نصف دول أوروبا، فيحيك المؤامرات والدسائس، ويخطط لهجمات وضعت أسس المسيرة التاريخية والسياسية في القارة العجوز".
وتعد هذه الرواية السادسة لإيكو، الذي بلغ شهرة عالمية عام 1981 بروايته "اسم الوردة"، وتأتي بعد ثلاثة أعوام من آخر أعماله في هذا اللون الأدبي "الشعلة الغامضة للملكة لوانا".
ولد أومبرتو إيكو في مدينة أليساندريا عام 1932 ، وقد قام بتأليف نحو 50 كتابا، ترجم أغلبها إلى مختلف لغات العالم.
وبسؤاله عن رفض مجلس النواب الإيطالي اليوم الثلاثاء الاقتراحات المقدمة بحجب الثقة عن حكومة برلسكوني، بعد أن صوت 314 من نوابه ضد هذه الاقتراحات مقابل تأييد 311 نائبا أجاب صاحب "برلسكوني زومبي وخطير جدا".
يشار إلى أن برلسكوني حذر الاثنين من الأزمة التي سيتسبب فيها رحيله عن الحكومة كما طالب النواب بعدم تعريض حكومة البلاد للخطر، حيث كان سيؤدي التصويت لصالح حجب الثقة عن حكومته إلى قيام الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو بتعيين حكومة جديدة أو الدعوة لانتخابات مبكرة.(إفي)