من جون ديفيسون
بغداد (رويترز) - قالت الشرطة العراقية ومسعفون إن قوات الأمن قتلت أربعة محتجين وأصابت 65 آخرين في بغداد يوم الخميس أثناء محاولاتها دفع المحتجين للرجوع إلى مخيمهم الرئيسي في وسط بغداد.
وبدأت الاحتجاجات في أوائل أكتوبر تشرين الأول بسبب المشكلات الاقتصادية وتفشي الفساد. وردت الحكومة ببعض الإجراءات لكن المحتجين يطالبون الآن بتغيير شامل للنظام السياسي بأكمله.
وبعد يومين من الهدوء النسبي، قالت المصادر إن ثلاثة من المحتجين لقوا حتفهم في وقت مبكر من صباح يوم الخميس بعدما أصابتهم عبوات غاز مسيل للدموع بشكل مباشر في الرأس وإن الرابع توفي في المستشفى متأثرا بجراح من قنبلة صوت أطلقتها قوات الأمن.
ويتخطى العدد الإجمالي للقتلى خلال الاحتجاجات حاليا 300 شخص.
وذكر مصور من رويترز أن قوات الأمن استخدمت الذخيرة الحية والرصاص المطاطي وعبوات الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق مئات المحتجين الذين تجمعوا قرب ميدان التحرير.
وقالت الشرطة والمصادر الطبية إن نصف المصابين على الأقل يعانون من إصابات بالذخيرة الحية. والآخرون أصيبوا باختناق بسبب الغاز المسيل للدموع أو بأعيرة الرصاص المطاطي. وهرعت سيارات الإسعاف لإجلاء المصابين من المكان.
واستخدم محتجون خزائن قديمة وبراميل وقود فارغة وصفائح معدنية لإقامة حاجز قرب جسر الجمهورية.
وقال عباس وهو فتى كان يشارك في إقامة الحاجز المؤقت "نعزز الموقع تحسبا لعودة قوات الأمن لمحاولة دفعنا مرة أخرى في وقت لاحق".
واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان قوات الأمن العراقية بالهجوم على الطواقم الطبية التي تسعف المحتجين.
وقالت سارة لي ويتسون مديرة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش في تقرير نشر يوم الخميس "المسعفون أصبحوا ضحية إضافية لاستخدام الدولة للقوة المفرطة".
ورفض مسؤولون عراقيون التعليق على التقرير.
كما تجدد العنف أيضا في عدة مناطق في جنوب العراق والذي شهد بداية الاحتجاجات من الأصل.
وقالت مصادر أمنية إن المحتجين أضرموا النار في وقت متأخر من مساء يوم الأربعاء في منازل مسؤولين محليين في بلدة غراف على مسافة 25 كيلومترا إلى الشمال من مدينة الناصرية الجنوبية.
واتخذت حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بعض الإجراءات في مسعى لنزع فتيل الاضطرابات بما في ذلك تقديم مساعدات للفقراء وتوفير المزيد من فرص العمل لخريجي الجامعات.
لكنها فشلت في مواكبة المطالب المتزايدة للمتظاهرين الذين يدعون الآن إلى تغيير النظام السياسي الطائفي ورحيل النخبة الحاكمة التي هيمنت على المشهد في البلاد منذ أن أطاح غزو قادته الولايات المتحدة بصدام حسين في 2003.
ومنذ هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في 2017 نعم العراق بعامين من الهدوء النسبي لكن على الرغم من ثروته النفطية يعيش الكثير من السكان في فقر ويعانون من نقص في المياه النظيفة والكهرباء والخدمات الصحية والتعليم.
(تغطية إخبارية غرفة أخبار بغداد - إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)