واشنطن (رويترز) - حذر قائد القوات الأمريكية في أوروبا يوم الثلاثاء من أن مسعى أمريكيا على مدى عقدين لجعل موسكو شريكا باء بالفشل وأن واشنطن لم يعد لديها الموارد العسكرية التي تحتاجها في أوروبا للتصدي لروسيا "التي تستعيد قوتها وتظهر نزعة عدائية".
وأبلغ الجنرال بسلاح الجو فيليب بريدلاف القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي ورئيس القيادة العسكرية الأمريكية في أوروبا مشرعين أمريكيين أن "روسيا اختارت أن تكون خصما وأن تشكل تهديدا وجوديا على المدى الطويل للولايات المتحدة ولحلفائنا وشركائنا الأوروبيين."
وقال بريدلاف لأعضاء لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي "تحرص روسيا على ممارسة نفوذ لا ينازع على الدول المجاورة لها" مشيرا إلى الصراع المستمر في أوكرانيا والتوترات المستمرة في جورجيا ومولدوفا حيث تتحدى القوات الروسية وحدة أراضي البلدين.
وأضاف بريدلاف أن اتفاق مينسك الذي أدى إلى وقف لإطلاق النار في منطقة دونباس في أوكرانيا جلب عنصر هدوء إلى المنطقة لكن العنف تزايد بشكل كبير في الأيام القليلة الماضية إذا وقع 71 هجوما في 24 ساعة و450 هجوما على مدى الاسبوع المنصرم.
وقال إن الولايات المتحدة تحتاج إلى المزيد من الموارد في أوروبا التي "تواجه روسيا التي تستعيد قوتها وتظهر نزعة عدائية". وأضاف أن القيادة الأمريكية في أوروبا دفعت "ثمنا يتزايد بشكل مطرد في الموارد والقوات" منذ أن أمر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإعادة توازن إستراتيجي إلى منطقة آسيا والمحيط الهادي.
وتراجع الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا من ذروة بلغت نصف مليون جندي في فترة الحرب الباردة إلى نحو 62 ألف جندي في الوقت الحالي.
وقال بريدلاف إنه طلب تعزيزات كبيرة للموارد في المنطقة في ميزانية السنة المالية 2017 التي تبدأ في أول أكتوبر تشرين الأول. وقال مشرعون إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) زادت طلبها للمنطقة بمقدار أربعة أضعاف إلى 3.4 مليار دولار.
وأضاف أن روسيا تتخذ موقفا هجوميا متزايدا في المنطقة القطبية الشمالية وتقوم بنشر قوات عسكرية في المنطقة التي تطالب بها. وقال إنها تجري أيضا إختبارات على غواصات متقدمة في المحيط الأطلسي بين بريطانيا وأيسلندا وجرينلاند.
وقال ردا على سؤال عما إذا كان الجيش الأمريكي أعاد النظر في قراره ترك قاعدة كيفلافيك الجوية في أيسلندا الذي اتخذته قبل عشر سنوات إن قواعد مثل كيفلافيك مهمة للاستطلاع و"إننا نستأنف بالفعل بعض هذه المحادثات."
(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)