طوكيو، 4 يونيو/حزيران (إفي): "مصائب قوم عند قوم فوائد" هكذا هو حال ناوتو كان، أحد مؤسسي الحزب الديمقراطي الياباني والسياسي المحنك متقلب المزاج الذي انتخب اليوم رئيسا جديدا للحكومة بعد أن أعلن يوكيو هاتوياما استقالته الأربعاء الماضي جراء تهاوي شعبيته والفضائح المالية التي وصمت فترة حكمه التي لم تتجاوز نحو ثمانية أشهر.
ويشغل كان (63 عاما) المعروف بطبعه الحاد وشخصيته الحاسمة، منصبي نائب رئيس الوزراء ووزير المالية وهو يتمتع بثقل كبير داخل الحزب الديمقراطي الذي تولى رئاسته مرتين في السابق عندما كان بين صفوف المعارضة، كما أن له شعبية كبيرة داخل البلاد، وقد رشح نفسه لرئاسة الحكومة عام 2003 إلا انه لم يصمد أمام جونيتشيرو كويزومي.
وكانت جميع التوقعات تصب في صالح دعم زملائه له في الحزب الديمقراطي وبعدها في البرلمان ليصبح ثاني رئيس حكومة من الحزب الديمقراطي في أقل من عام، ولكن الأول منذ عام 1994 الذي لا ينتمي إلى عائلة سياسية شهيرة.
وقد وضع تهاوي شعبية هاتوياما واستقالته من منصبه الأربعاء الماضي، ناوتو كان قاب قوسين من أن يصبح سادس رئيس لحكومة اليابان منذ 2006 ، حيث كان أقرب المرشحين لخلافة هاتوياما، بدعم من غالبية الشخصيات البارزة في الحزب الديمقراطي وفي ظل عدم وجود مرشحين بدلاء.
وتحول كان إلى الرجل الثاني في الحكومة بعد فوز هاتوياما في الانتخابات التي أجريت في سبتمبر/أيلول العام الماضي والتي وضعت نهاية لاحتكار الحزب الليبرالي الديمقراطي لرئاسة الوزراء لمدة تزيد على نصف قرن.
كان هو ابن أحد رجال الأعمال من مقاطعة ياماجوتشي جنوب غربي البلاد وهو أحد الساسة المؤثرين القليلين في اليابان والذي لم يمتهن الحياة السياسية معتمدا على جذور عائلية له في السلطة كما كان الحال مع كويزومي وهاتوياما.
ويعارض كان، مثله مثل هاتوياما، تركة الدولة البيروقراطية التي تركها الحزب الليبرالي الديمقراطي وهو يؤيد إجراء إصلاح ضريبي من شأنه كبح عجز الموازنة والدين العام لبلاده، ثاني أكبر اقتصاد عالمي.
وعندما تولى كان في يناير/كانون ثان الماضي حقيبة المالية بدلا من هييروهيسا فوجي، واجه انتقادات كثيرة بسبب قلة خبرته في الشئون الاقتصادية، وهو الأمر الذي دفعه إلى أن يضع على رأس اولوياته إصلاح الموزانة ليثبت جدارته.
وأيد كان تخفيض سعر الين امام الدولار، وزيادة الضرائب على الاستهلاك بنسبة تزيد عن 5% لتحسين الأوضاع المالية للبلاد.
وعارض كان أيضا نشر القوات اليابانية في العراق، في حين أيد زيادة دور قوات الدفاع الذاتي اليابانية في البعثات الإنسانية.
ويمكن أن يشكل وصول كان إلى السلطة تغييرا جوهريا في بعض السياسات التي كان يدعمها هاتوياما مثل التخلي عن خصخصة خدمة البريد (Japan Post) أكبر صندوق توفير في البلاد.
وقد يضعه هذا الأمر في مواجهة مع وزير الشئون المالية، شيزوكا كامي، الذي يتولى مهمة كبح خطة خصخصة خدمة البريد التي بدأها جونيشيرو كويزومي.
وترتبط بدايات كان في السياسة بالحركات المدنية وخاصة بالقضايا المتعلقة بالبيئة، وهو الأمر الذي بفضله فاز بأول مقعد له في مجلس النواب عام 1980 كعضو في حزب قديم ذو توجهات اشتراكية.
واشتهر كان عام 1996 عندما تولى منصب وزير الصحة عندما سلط الضوء على فضيحة فشل الحكومة في منع انتشار فيروس نقص المناعة البشرية في عمليات نقل الدم.
ناوتو كان متزوج ولديه ابنان ويهوى الغطس؛ وكتب كتابا بعنوان "داي جين" أو "وزير"، وحج إلى طريق المعابد البوذية في شيكوكو.
وانتخب كان اليوم زعيما للحزب الديمقراطي بعد أن ترأسه عام 1998 ولكن اضطر للاستقالة بسبب علاقته الغرامية بمذيعة برامج تليفزيونية، إلا أنه عاد مرة أخرى ليتزعمه عام 2003.
وفي عام 2004 استقال كان من رئاسة الحزب مجددا بسبب فضيحة عدم تسديد مساهماته في نظام المعاشات التقاعدية على الرغم من انه كسياسي لم يتورط في فضائح تلقي تبرعات غير قانونية مثل رئيس الحزب السابق ايتشيرو اوزاوا.(إفي)