Investing.com - أشارت تقارير سابقة إلى أن دول الخليج تمتلك فرصة كبيرة بأن تستفيد من أسعار النفط الحالية، لافته إلى أن هذه الاستفادة ستكون أكبر بكثير من مدى تأثرها بالتوترات الجيوسياسية التي حدثت مؤخراً، فقد استطاعت أن تتأقلم مع التطورات السياسية والاقتصادية وتعظيم الاستفادة من جميع المسارات المتوقعة والمسجلة، كما أنها حققت العديد من الإنجازات عند جميع مستويات الأسعار، وذلك في ظل حفاظها على وتيرة نشاط جيدة بالأسعار المتدنية في ظل ارتفاع أسعار النفط العالمية، وذلك لإعتبارها أحد أهم مصادر الدخل الرئيسية لدول تلك المنطقة، وذلك مع احتمال استمرارها على المدى الطويل والمتوسط.
وقد ذكرت شركة نفط "الهلال" خلال تقريرها الأسبوعي أن ما حدث لأسعار النفط من ارتفاع أتى نتيجة التوترات الجيوسياسية في المنطقة، الأمر الذي جعل القطاع النفطي هو المستفيد الأكبر من هذا الارتفاع المسجل على أكثر الأصول التي يتم تداولها، كما أنه يعد الأكثر تأثرا بشكل إيجابي منذ مطلع العام الحالي وحتى وقتنا هذا.
وأوضح التقريرأن الخلاف الحالي بين أمريكا والصين ترك تأثير على مختلف القطاعات الاقتصادية وعلى أسواق النفط والمال العالمية، حيث أن أي محاولة من أجل الحد من هذا التوتر سوف تنعكس بشكل إيجابي على أسعار البترول المتداولة حتى آخر 2018 التي وصلت إلى المستوى الأول من نوعه منذ 2014، حيث زادت عن 77 دولار للبرميل.
وبين التقرير أن تأثر أسعار النفط في الأسواق العالمية بدا كأمر واضح بالانخفاض الكبير في مستوى المخزونات لدى الولايات المتحدة من البترول، والتي تعد واحدة من أهم العوامل التي تدعم الأسعار التي يتم تداول النفط بها والتي تعد السبب في كلا من انخفاض إمدادات منظمة "الأوبك" بنحو 202 ألف برميل يوميا حسب اتفاق الأعضاء، والمكاسب التي تم تحقيقها.
وبالإضافة إلى ذلك فهناك العديد من العوامل المباشرة التي أثرت في أسعار النفط في الأسواق العالمية من زيادة نسبة الطلب الحقيقي الإنتاجي في تسجيل مستويات سعرية مستقرة وعالية.
ومن الممكن أن تنعكس التطورات الجيوسياسية بشكل إيجابي على اقتصاديات دول الخليج واقتصاديات المنتجين في الفترة القادمة، لاسيما أن الأسعار المرتفعة تساعد في تنفيذ خطط التنمية والتحول بشكل مباشر إلى عوائد النفط والاستغناء عن الاتجاه لأسواق الدين الخارجي والمحلي أو حتى اللجوء لفرض الضرائب ورفع الدعم عن كثير من الخدمات والسلع.
ومن الجدير بالذكر أن أسعار النفط المتماسكة والمرتفعة ستعمل على التخفيف من مدى الضغط على فئات الدخل المتدني والمتوسط، الأمر الذي سوف ينعكس بشكل مباشر على وتيرة الأداء الاقتصادي لجميع القطاعات داخل دول المنطقة.