مكسيكو سيتي، 21 مارس/آذار (إفي): يبدو أن حلقات مسلسل العنف الذي تبثه المكسيك لا يزال مستمرا، حيث لقي ما لا يقل عن 28 شخصا مصرعهم خلال الساعات الماضية وذلك قبل أيام قليلة من اجتماع رفيع المستوى في واشنطن لبحث مبادرة "ميريدا" التي أطلقتها الولايات المتحدة، وسبل أخرى للتعاون ضد الجريمة المنظمة.
وشهدت الولايات الواقعة على الحدود مع الأراضي الأمريكية تشيواوا وتاماوليباس ونويبو ليون وسونورا، فضلا عن سينالوا وجيريرو منذ مساء الجمعة وعلى مدار أمس السبت عدة مواجهات أسفرت أخطرها عن مقتل تسعة أشخاص في تاماوليباس.
وأفاد مركز المعلومات بحكومة ولاية تاماوليباس بمصرع تسعة أشخاص خلال الساعات الماضية ومن بينهم عسكري من مدينة بيكتوريا ومسئولين بالشرطة في بلدة مانتي.
في حين أكدت نيابة القضاء العامة بولاية سينالوا، شمال غربي البلاد، مقتل ثمانية أشخاص.
وتسيطر على ولاية سينالوا عصابة يتزعمها خواكين "التشابو" جوثمان تواجه نزاعات على السيطرة على الأراضي مع منظمات إجرامية أخرى من بينها عصابة الشقيقان "بلتران ليفا" الشهيرة.
أما في مدينة خواريث، الأعنف في البلاد، والتي تقع بولاية تشيواوا، فقد أعلنت نيابة الولاية السبت مقتل أربعة أشخاص إثر تعرضهم لإطلاق نار في حوادث متفرقة وقعت مساء الجمعة.
وقد لقيت سيدة في ولاية نويبو ليون حتفها السبت في عملية أطلقها جنود المنطقة العسكرية السابعة بالقرب من عاصمة الولاية مونتيري.
ومن جانب آخر، أعلنت شرطة التحقيق في ولاية سونورا السبت العثور على جثتين في حالة شبه تحلل مكبلتي الأيدي والأرجل، وبها آثار العديد من الطلقات النارية.
وتنضم إلى الحوادث السابقة واقعة أخرى في ولاية جيريرو جنوبي البلاد، حيث أعلنت وزارة الأمن العام والحماية المدنية أن مجموعة من رجال الشرطة تعرضوا لهجوم مسلح قبل ظهر السبت أدى إلى مصرع أربعة منهم.
وبمقتل 28 شخصا خلال الساعات الماضية يرتفع عدد الذين لقوا حتفهم منذ مطلع العام الجاري في جميع أنحاء المكسيك إلى ألفين و157 شخصا، وفقا لبيانات غير رسمية نشرتها صحيفة (الأونيبرسال) المكسيكية السبت.
وتأتي أحداث العنف الأخيرة قبل ثلاثة أيام من ثاني اجتماع للمجموعة الاستشارية رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة والمكسيك، سيعقد في واشنطن في 23 من الشهر الجاري.
ومن المقرر أن يترأس الاجتماع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ونظيرتها المكسيكية باتريثيا اسبينوسا بهدف بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود وتجارة المخدرات، وتحليل التقدم الذي أحرزته مبادرة "ميريدا" التي أطلقتها حكومة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش عام 2007 لمكافحة الجريمة المنظمة وتجارة المخدرات والعنف في المكسيك وأمريكا الوسطى.
ويشارك في الاجتماع من الولايات المتحدة وزير الدفاع روبرت جيتس، ووزيرة الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو، ومدير الاستخبارات الوطنية دينيس بلير، ومستشار الرئيس أوباما للأمن الوطني ومكافحة الإرهاب جون برينام، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأميرال مايكل مولن.
ومن المكسيك سيحضر الاجتماع إلى جانب إسبينوسا، وزراء الداخلية فرناندو جوميث مونت، والدفاع جييرمو جالبان، والبحرية الأميرال فرانثيسكو ساينث ميندوثا، والأمن العام خينارو جارثيا لونا، والمالية إرنستو كورديرو، إلى جانب مسئولين آخرين.(إفي)