القاهرة، 5 فبراير/شباط (إفي): يواصل آلاف المتظاهرين المصريين الاحتجاج في ميدان التحرير بالقاهرة، وفي غالبية مدن مصر رغم سقوط الأمطار وانخفاض درجات الحرارة الليلة الماضية في انتظار اتخاذ خطوات سياسية تكسر جمود الوضع الراهن.
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم، عاد المحتجون لترديد الهتافات والأناشيد والرقص للمطالبة برحيل الرئيس المصري حسني مبارك في الوقت الذي اصطف فيه مئات المواطنين على نحو منظم فوق كوبري قصر النيل لعبور نحو ثلاثة نقاط تفتيش للانضمام إلى المتظاهرين.
وفي المنصة الرئيسية بميدان التحرير، يوجد متحدثون من مختلف التيارات يحاولون تشجيع آلاف الأشخاص الذين كانوا يلوحون بأعلام مصر.
وفي حال توقفت الخطابات يردد الجميع الأناشيد الثورية للعديد من المغنيين العرب مثل عبد الحليم حافظ، الملقب في عصره بـ"مطرب الثورة".
وقال أحد أعضاء اللجان الشعبية الذين يحاولون منع دخول أنصار مبارك إلى ساحة ميدان التحرير، في تصريحات لـ(إفي)، إن بعض الحوادث المتفرقة وقعت مع مؤيدي الرئيس الجمعة، وأن الجيش قام بإطلاق النار في الهواء لتفريق الحشود.
وقال محمد سعد، أحد المحتجين، إنه يتلقى باستمرار دعوات من عائلته للتخلي عن المتظاهرين والعودة إلى منزله، خاصة بعد عدم إصغاء الرئيس لمطالبات الشعب في يوم الرحيل.
وأوضح المحتج أنه لن "يغادر الميدان حتى يخرج مبارك، وأنه صامد حتى الموت".
وفي غضون ذلك، ذكر المركز الإعلامي الخاص بالحكومة المصرية أن اجتماع مرتقب مع مسئول عالى المستوى، لم يتم الكشف عن هويته، سيعقد خلال الدقائق القليلة المقبلة مع المتظاهرين.
واجتمع الرئيس صباح اليوم في قصر الرئاسة بمصر الجديدة مع بعض وزرائه وكبار مسئولي الدولة بمن فيهم رئيس الوزراء أحمد شفيق ورئيس البنك المركزي فاروق العقدة، حسبما أوضحت وسائل الإعلام الرسمية.
وكان قد وقع انفجار في أحد خطوط الأنابيب الرئيسية بمدينة العريش في شبه جزيرة سيناء صباح اليوم، وأفادت مصادر للتلفزيون المصري أن الحادث من المرجح أن يكون ناتج عن عمل تخريبي.
وتسبب الحريق الذي وقع في الخط الرئيسي لنقل الغاز إلى المنطقة في انفجارات بالخط الآخر، وتوجهت وحدات الإطفاء إلى المنطقة من أجل محاولة إخماد النيران وتم إغلاق خط الأنابيب لمنع تدفق الغاز.
ومنذ بداية الاحتجاجات السياسية ضد نظام الرئيس حسني مبارك، تعد شبه جزيرة سيناء إحدى بؤر عدم الاستقرار والمواجهات بين البدو وعناصر الشرطة، على خلفية مطالب تختلف إلى حد ما عن مطالب محتجي القاهرة، ومعظم مدن البلاد وفي مقدمتها الإفراج عن معتقليهم وتحسين معاملة الأجهزة الأمنية لذويهم.
وتتزامن هذه الأحداث مع مظاهرات حاشدة تشهدها مصر منذ 25 من الشهر الماضي وأسفرت عن تغيير الحكومة، وتخللها انفلات أمني ومواجهات عنيفة مع عناصر مؤيدة لمبارك مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.(إفي)