من جوناثان سول
لندن (رويترز) - يقول مسؤولون في الملاحة البحرية إن السفن التجارية التي تبحر عبر ممرات الشحن المزدحمة بين الصومال واليمن ربما تهون من شأن مخاطر القرصنة والإرهاب رغم وقوع محاولتي هجوم الشهر الماضي.
ويمر أكثر من 40 في المئة من إمدادات النفط العالمية المنقولة بحرا عبر خليج عدن وبحر العرب وهو ممر شحن رئيسي يستخدم أيضا لنقل الصادرات والسلع بين آسيا وأوروبا.
وأكدت قوة (نافور) البحرية لمكافحة القرصنة التابعة للاتحاد الأوروبي في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني أن ستة مسلحين هاجموا ناقلة المواد الكيماوية "سي.بي.أو كوريا" على بعد 610 كيلومترات شرقي الصومال يوم 22 أكتوبر تشرين الأول في أول هجوم يتم الإبلاغ عنه على سفينة كبيرة قبالة الصومال منذ عامين ونصف.
وقالت نافور إن آخر هجوم سابق أعلن عنه وقع في فبراير شباط 2014 وتعرضت فيه سفينة حاويات لنيران مسلحين قرب الصومال.
وفي 25 أكتوبر تشرين الأول فتح مهاجمون النار على ناقلة غاز قبالة اليمن. وقالت الشركة المالكة للسفينة إن "كمية كبيرة من المتفجرات" كانت مع المسلحين وقال مصدر بحري لرويترز إنها ربما كانت هجوما انتحاريا.
وقال جيري نورثوود من شركة ماست البريطانية للأمن البحري "الحوادث الأخيرة قبالة الصومال وفي باب المندب والمحيط الهندي تشير إلى زيادة مستوى التهديد للملاحة من القرصنة والإرهاب البحري."
وأضاف نورثوود الذي كان قبطانا في البحرية الملكية سابقا إنه بعد فترة هدوء نسبي تهون بعض شركات الشحن من شأن التهديد وتستعين بفرق أمن ضعيفة التدريب والتجهيز.
وفي الحادث الأول قالت قوة نافور إن من يشتبه في كونهم قراصنة في زورق سريع تبادلوا إطلاق النار مع حراس على متن الناقلة التي نجت دون خسائر بشرية بعدما زادت سرعتها وغيرت مسارها واستخدمت خراطيم مياه إطفاء الحريق لإحباط الهجوم.
وقال روب ماجوان قائد عمليات قوة نافور "يظهر هذا الهجوم أن القراصنة لا تزال لديهم النية لمهاجمة السفن للحصول على فدى والتسبب في معاناة للبحارة وأسرهم."
* "هش وقد ينتكس"
زادت الهجمات في خليج عدن والمحيط الهندي في عام 2008 وبحلول 2011 كانت العصابات الصومالية تحتجز أكثر من 700 رهينة و30 سفينة وطالبت بفدى بملايين الدولارات.
ومنذ ذلك الحين ساهم نشر حراس أمن مسلحين على السفن بتفويض للرد بقوة إلى جانب توجيه قوات بحرية ضربات استباقية واتخاذ إجراءات حماية أكبر على السفن في تقليل الهجمات إلى اثنتين فقط في 2014 بينما خلا 2015 من أي هجمات.
وبجانب قوة نافور نشرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وإيران ودول أخرى سفنا بعد ارتفاع عدد جرائم القرصنة لوقف النشاط الذي كلف الاقتصاد العالمي مليارات الدولارات في العام في ذروته.
لكن تقريرا نشرته الأمم المتحدة الشهر الماضي ذكر أن التقدم في مكافحة القرصنة لا يزال "هشا وقد ينتكس".
وقال التقرير إن الاضطراب السياسي في وسط الصومال والتفويض المحدود للمهمة البحرية الدولية يهددان بفراغ أمني "يمكن أن يطلق عودة القرصنة مجددا".
*ضرر كبير
وانهار يوم الأحد وقف لإطلاق النار استمر أسبوعا بين منطقتي جالمودوج وبلاد بنط الصوماليتين وهما من المناطق التي ينشط بها القراصنة وتسبب قتال بينهما على الحدود في مقتل 29 شخصا على الأقل.
وقال تقرير الأمم المتحدة "وردت تقارير عن أن جماعات للقراصنة يجري تنظيمها وتسليحها في مودوج وفي منطقة بالقرن الأفريقي شرقي بوصاصو في بلاد بنط."
وقالت مصادر في الأمن البحري إن بعض المقاتلين من حركة الشباب الإسلامية المتشددة بالصومال يتطلعون للانخراط بدرجة أكبر في القرصنة البحرية.
وقالت قوة نافور إنها تنسق الجهود مع الشركاء في مكافحة القرصنة لضمان "ألا يروع القراصنة مرة أخرى المياه قبالة سواحل الصومال".
وفي مذكرة خاصة على موقعه الالكتروني دعا مكتب المخابرات البحرية الأمريكي السفن المارة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن إلى العمل "في حالة تأهب قصوى".
وقال المكتب "التوترات المتزايدة في المنطقة تزيد احتمالات وقوع أضرار مباشرة أو غير مقصودة للسفن."
وفي هجوم لتنظيم القاعدة الذي له ذراع قوية في اليمن قتل 17 بحارا على متن السفينة الحربية الأمريكية كول في ميناء عدن في عام 2000. وبعد عامين أصاب التنظيم ناقلة فرنسية في خليج عدن إلى الجنوب من مضيق باب المندب.
وقال مصدر بحري "يبدو أنه يوجد تطلع جديد لإلحاق ضرر كبير بسفينة لم نره منذ عام 2002."
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)