فيينا، 5 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): ارتفعت اسعار النفط الاسبوع الماضي بسبب الهزات العنيفة للاسواق نتيجة الاعلان المفاجئ عن اجراء استفتاء حول خطة الانقاذ الاوروبية لليونان والتخلي عنه بعد ذلك والشكوك المتزايدة حول مستقبل أزمة الديون في منطقة اليورو.
وذكرت مؤسسة "كي بي سي" الاستشارية في تقريرها حول تطور سوق النفط في الاسبوع الماضي التي شهدت فيه اسعار "الذهب الاسود" تقلبات كبيرة لتنتهي عند الارتفاع "المأساة اليونانية تحولت إلى مهزلة".
وانهارت البوصات الثلاثاء بعد ان فاجأ رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو في الليلة السابقة الجميع بالاعلان عن اجراء استفتاء حول الاتفاقيات التي توصل إليها في القمة الاوروبية التي انعقدت أواخر الشهر الماضي بشأن خطة انقاذ ثانية لليونان تتضمن اسقاط 50% من ديونها.
وجاء هذا النبأ كالصاعقة وادت المخاوف من امكانية القول "لا" لهذه الاتفاقيات إلى انخفاض اسعار النفط، لكن التوجه قد تغير عقب خضوع باباندريو للضغوط القوية للزعماء الاوروبيين وانصارهم وسحب الاقتراح باجراء الاستفتاء.
وذكرت المؤسسة الاستشارية "ارتفعت الاسعار الجمعة عندما ظهر جليا انه لن يجرى استفتاء".
واختتم سعر برميل خام برنت الاوروبي اسبوعه الجمعة عند 111.97 دولار، وهو ما يمثل زيادة بدولارين عن الجمعة السابقة (109.91 دولار).
بينما اختتم سعر برميل خام تكساس الامريكي اسبوعه عند 94.26 دولار بزيادة اسبوعيه بنسبة1%.
وارتفع سعر برميل خام منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) الخميس إلى 107.95 دولار بعد بيعه الثلاثاء بقيمة 106.35 دولار.
وساهم ارتفاع اسعار النفط أيضا في انخفاض معدلات الفائدة بمنطقة اليورو.
وأفادت مؤسسة "جي بي سي انرجي" الاستشارية بان السعودية والعراق خفضتا انتاجهما، موضحة ان أوبك انتجت في اكتوبر/تشرين أول الماضي متوسط للنفط باجمالي 30.22 مليون برميل يوميا، وهو ما يمثل تراجعا بنسبة ضيئلة عن انتاج سبتمبر/أيلول الماضي.
ويتوقع ان يوضح التقرير الشهري الذي ستنشره أوبك الاربعاء المقبل بعض الانخفاض في انتاج السعودية، بعد رفع انتاجها لتعويض نقص انتاج ليبيا أثناء الحرب الاهلية.
وطالب وزير الطاقة والنفط الفنزويلي رافائيل راميريث الاربعاء الماضي أعضاء أوبك التي زادت عرضها من الخام بسحب هذا النفط الاضافي.
وذكر راميريث للصحفيين "يتعين الحفاظ على نظام الحصص الحالي وليس فقط هذا، لكن يتعين على الدول التي طرحت انتاجا اضافيا في السوق اعتبارا من يونيو الماضي سحبه والعودة لمعدلات انتاج كل دولة خلال اجتماع أوبك بمدينة وهران الجزائرية في ديسمبر/كانون أول من عام 2008".
وأوضح راميريث الذي يتولى أيضا رئاسة الشركة الوطنية الفنزويلية للنفط انه في الاجتماع العادي الـ159 لاوبك الذي عقد بفيينا في يونيو الماضي لم تكن هناك اسباب لزيادة الانتاج كما كانت تسعى دول اعضاء اخرى بسبب الازمة الاقتصادية العالمية.
وبلغ الانتاج الرسمي لنفط أوبك نتيجة هذا الاجتماع 24.8 مليون برميل يوميا مثلما كان في ديسمبر من عام 2008 .(إفي)