لشبونة، 21 أكتوبر/تشرين أول (إفي): أكد أديب نوبل البرتغالي الشهير جوزيه ساراماجو اليوم أن رمز الاله في الانجيل "لايمكن الوثوق به وشرير ومنتقم"، وذلك في رده على الانتقادات التي تعرض لها روايته الأخيرة، التي تحمل اسم "قابيل"، من قبل الكنيسة الكاثوليكية وتيار المحافظين في البرتغال.
وأشار ساراماجو الى أن الانجيل "مليئ بقصص عن زنا المحارم والمذابح"، وهو أمر لا يمكن انكاره، مؤكدا أنه لم يكن ليؤلف مثل هذه الرواية اذا لم يتضمن الانجيل قصة هابيل وقابيل، والتي تعكس "مدى قسوة الاله" بشكل يجعل "من الصعب الوثوق به".
وأضاف ساراماجو أنه لا يعبأ بالجدل الذي يثيره لدى الكثيرين لأنه لا يهتم إلا بآداء عمله، مشيرا الى أن الضجة التي أثيرت حول روايته الأخيرة لم تكن بسبب مضمون الرواية، وانما بسبب التصريحات التي أدلت بها الكنيسة الكاثوليكية.
وأقر ساراماجو بأنه كان على يقين، خلال فترة اعداد الرواية، أنها "ستحرك المياه الراكدة"، الا أنه لم يتوقع ردة فعل الكنيسة "لأنهم لا يقرأون التوراة، فمن يقدم على قراءة كتبا بهذا الحجم؟"، نافيا سعيه الى اثارة ضجة حول العمل للترويج له، في الوقت الذي طالب فيه بتوجيه النقد الى الجانب الأدبي من الرواية.
يشار إلى أن فكرة هذه الرواية أخذت تلح على ساراماجو منذ فترة طويلة، الا انه لم يبدأ في كتابتها الا في شهر ديسمبر/كانون أول عام 2008، وأنجزها في قرابة اربعة اشهر، وهو ما اعتبره الكاتب البرتغالي انجازا لافتا "لم اعمل ابدا بمثل هذا التركيز، وهذا القدر من القوة".
يذكر ان جوزيه ساراماجو ولد في 16 نوفمبر/تشرين ثان 1922 وكان عليه أن يتوقف عن مواصلة دراسته بسبب سوء الأحوال المالية للعائلة.
وطبع أول رواية له في سنة 1947، وكتب أعمالا مثل "عام رحيل ريكاردو رييس" و"الكهف" و"الطوف الحجري"، وحصل علي جائزة نوبل عام 1998.
وعرف ساراماجو بآرائه السياسية الحادة التي طالما أدلى بها وسببت له العديد من المشاكل، كما انه ناشط في مجالات حقوق الإنسان وكان قد اشترك في مظاهرة نظمت في العاصمة الإسبانية مدريد، للتنديد بغزو العراق، كما زار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مع عدد من المثقفين العالميين قبل وفاته في رام الله للتضامن معه ضد الحصار الإسرائيلي الذي كان مفروضا عليه في أواخر أيامه. (إفي)